فيضانات باكستان: 170 قتيلا نصفهم من الأطفال

profile
  • clock 18 يوليو 2025, 11:41:20 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

وكالات

أسفرت الفيضانات العنيفة التي اجتاحت شرق باكستان عن مقتل أكثر من 170 شخصًا حتى الآن، يشكّل الأطفال نحو نصفهم، في كارثة جديدة تكشف هشاشة البلاد أمام تداعيات أزمة المناخ المتصاعدة. ووفقًا لهيئة إدارة الكوارث الوطنية، فقد سُجِّلت 54 وفاة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وحدها، بعد أن ضربت الأمطار الغزيرة إقليم البنجاب – الأكثر كثافة سكانية – متسببة في انهيار منازل وتدمير طرق.

ومنذ بدء الفيضانات في 26 يونيو، تأكد مقتل 85 طفلًا على الأقل.

الأطفال الأكثر تضررًا

المنظمات الإنسانية حذّرت من أن الأطفال هم الفئة الأكثر عرضة للخطر، سواء بسبب احتمال الغرق أو إصابتهم بأمراض قاتلة منقولة عبر المياه الملوثة. وقد أعلنت السلطات حالة الطوارئ في عدة مناطق من الإقليم، بينما نُشرت قوات الجيش في مدينة روالبندي للمساعدة في احتواء مستويات المياه المتصاعدة.

وفي مشاهد مصوّرة بثتها هيئة إدارة الكوارث في البنجاب، ظهرت عمليات إنقاذ درامية، حيث قامت فرق الإنقاذ بنقل الأطفال داخل قوارب مطاطية إلى مناطق أكثر أمانًا، بعد أن غمرت المياه الحقول والطرقات بالكامل.

أمطار لا تتوقف

ما زالت الأمطار الغزيرة تضرب مدينة روالبندي والعاصمة القريبة إسلام أباد، وسُجّل أكثر من 100 ملم من الأمطار في عدة مناطق يوم الخميس، وفقًا لهيئة الأرصاد الباكستانية، التي توقعت استمرار الهطولات الكثيفة يوم الجمعة أيضًا.

وقال المواطن مهر حماد من منطقة سرغودا في إقليم البنجاب إنه "تضرر بشدة" جراء الفيضانات. حماد، الذي يعمل بائعًا للخضروات بأجر يومي، أوضح أن الأمطار تسببت في دمار اقتصادي له، إذ تضرر سقف منزله وبدأت المياه تتسرّب إلى الداخل.

وأضاف: "تعرضت لخسائر هائلة. كنت أبيع الخضار، وكل شيء غرق في الماء. أنا مجرد عامل بسيط أعمل طوال اليوم لأكسب ألف روبية (نحو 4 دولارات)، وحتى هذا المبلغ لم يعد مضمونًا بسبب الخسائر".

معسكرات إغاثة محدودة

حتى الآن، أُنشئت سبعة معسكرات إغاثة في أنحاء البلاد لتوفير الطعام والمياه والدواء والمأوى للمتضررين من الفيضانات، إلا أن الاحتياجات ما زالت تفوق قدرات الاستجابة، في ظل استمرار تدهور الأوضاع المناخية.

كارثة من صنع الإنسان

تُعد باكستان في طليعة الدول المتضررة من أزمة المناخ التي تسببها الأنشطة البشرية. ويواجه البلد، الذي يزيد عدد سكانه على 230 مليون نسمة، نظامين مناخيين متناقضين: أحدهما يؤدي إلى موجات حر وجفاف شديد، والآخر يطلق العنان لأمطار موسمية مدمّرة.

السيناتورة والوزيرة السابقة لشؤون المناخ، شيري رحمن، غرّدت على منصة X قائلة: "ما يحدث ليس مجرد طقس سيئ… بل هو عرض لأزمة مناخية تتسارع يومًا بعد يوم. كم نحتاج من نداء استيقاظ حتى ندمج الحماية الحقيقية والتخطيط البيئي في مدننا؟"

تاريخ من الكوارث

تسارعت ذوبان الأنهار الجليدية في شمال باكستان هذا العام بسبب موجات الحر، مما تسبب بفيضانات سريعة. كما أن الفيضانات المدمّرة في موسم الأمطار صارت مشهدًا مألوفًا في الأخبار الباكستانية.

الأمطار الحالية أعادت إلى الأذهان فيضانات عام 2022 التي اعتُبرت الأسوأ في تاريخ البلاد، حيث غمرت المياه نحو ثلث الأراضي، وأدت إلى مقتل أكثر من ألف شخص، وتدمير آلاف المنازل، وتشريد عشرات الآلاف ممن باتوا بلا مأوى أو طعام أو مياه نظيفة.

أمراض تتربص بالأطفال

مع بدء انحسار مياه الفيضانات، انتشرت أمراض قاتلة مرتبطة بالمياه، مثل الزحار، والملاريا، وحمى الضنك، والتي أصابت الآلاف – معظمهم من الأطفال. وكان الأهالي يستغيثون في محاولة لإنقاذ أبنائهم من هذه العدوى القاتلة.

وبحسب تقرير لمنظمة اليونيسف، ظل نحو 4 ملايين طفل في باكستان العام الماضي دون أي وصول لمياه آمنة للشرب، وهو ما يكشف عمق الأزمة الصحية التي تعقب كل كارثة طبيعية في البلاد.

التعليقات (0)