-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
فضيحة إعلامية تكشف زيف رواية الاحتلال: إعادة تدوير أخبار الاغتيالات للتغطية على خسائر الجنود في غزة
المقاومة تربك رواية الاحتلال: بين الميدان والوعي
فضيحة إعلامية تكشف زيف رواية الاحتلال: إعادة تدوير أخبار الاغتيالات للتغطية على خسائر الجنود في غزة
-
14 يوليو 2025, 1:42:30 م
-
420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في خضم معركة السرديات المتصاعدة، كُشف النقاب عن فضيحة جديدة داخل الإعلام الإسرائيلي، تفضح أحد أبرز أساليب التمويه والتضليل التي يعتمدها جيش الاحتلال للتغطية على خسائره البشرية المتزايدة في قطاع غزة.
ففي تسجيل صوتي مسرّب لأدمن قناة "حدشوت بزمان" العبرية، تم الاعتراف بشكل صريح بإعادة نشر أخبار قديمة، على أنها عمليات اغتيال جديدة، بهدف صرف الانتباه عن سقوط جنود قتلى في الميدان.
أدمن القناة العبرية يعترف: "نُعيد نشر أخبار قديمة لطمس الخسائر"
في التسجيل الصوتي، قال أدمن القناة بلهجة واضحة: "ليس عندي طاقة للكتابة الآن، لكن أريد أن تفهموا شيئاً... قبل أيام نشرت صورة لإرهابي يقول الجيش إنه اغتاله، ولكن في الحقيقة أنه أُغتيل عام 2023."
وكان يشير بذلك إلى الشهيد راتب أبو صهيبان، الذي أعلنت قوات الاحتلال اغتياله مجددًا في 28 أكتوبر 2023، رغم استشهاده في نفس التاريخ قبل عامين.
هذه الاعترافات تعكس مدى انحراف الرواية الرسمية ومحاولة إعادة تدوير الأحداث القديمة لتبدو وكأنها إنجازات متجددة، بينما هي في الواقع محاولة يائسة لطمس آثار الخسائر العسكرية التي تتكبدها إسرائيل في قطاع غزة.
سياسة التمويه الإعلامي: "كلما سقط جنود، نعلن عن اغتيالات"
تابع المسؤول عن القناة العبرية قائلاً:
"في كل مرة يسقط جنود قتلى في غزة، يسارع المتحدث باسم الجيش إلى نشر خبر عن اغتيال أو قتل شخص أو ثلاثة أو مئة إرهابي. هذه سياستهم للتمويه على مقتل جنودنا."
ويؤكد هذا التصريح أن ما يُعرف بـ"المتحدث باسم الجيش" لم يعد يمثل الميدان، بل تحول إلى بوق للحكومة الإسرائيلية، يهدف إلى إعادة صياغة الهزائم الميدانية بلغة انتصارات زائفة.
تضليل ممنهج وفقدان للثقة داخل المجتمع الإسرائيلي
هذه الفضيحة لا تكشف فقط زيف البيانات العسكرية الرسمية، بل تفضح أيضًا الأزمة العميقة في مصداقية المؤسسة الإعلامية الإسرائيلية، التي باتت تلعب دورًا دعائيًا أكثر منه إعلاميًا.
وبات واضحًا أن المجتمع الإسرائيلي نفسه بدأ يفقد الثقة في روايات جيشه، خاصة مع تسريب تسجيلات تفضح كذب البيانات الرسمية وتناقضها مع الواقع على الأرض.
المقاومة تربك رواية الاحتلال: بين الميدان والوعي
في المقابل، تواصل المقاومة الفلسطينية تحقيق إنجازات نوعية على الأرض، من خلال كمائن وعمليات محكمة توقع قتلى وجرحى في صفوف الاحتلال، لا يمكن تغطيتها بحملات التضليل الإعلامي.
وبذلك، يخوض الاحتلال معركة خاسرة على جبهتين:
جبهة ميدانية تتكبد فيها قواته خسائر يومية.
وجبهة وعي تفشل فيها آلة إعلامه الرسمية في الحفاظ على رواية موحدة ومتزنة.
ما كشفه تسجيل "حدشوت بزمان" ليس مجرد زلة إعلامية، بل هو دليل قاطع على انهيار رواية الاحتلال أمام الحقائق الدامية في غزة. وبينما يُحاول الجيش الإسرائيلي التغطية على خسائره عبر الأكاذيب، تفرض المقاومة واقعًا لا يمكن طمسه، لا بالإعلام ولا بالدعاية.








