أين العالم؟ أين الضمير؟

غزة... حين تُصبح الخيام أفرانًا والماء أمنية

profile
  • clock 2 يوليو 2025, 3:01:12 م
  • eye 429
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في خضمّ صيفٍ ملتهب، تعيش غزة فصلاً جديدًا من فصول العذاب. ليست الحرب وحدها من تقتل، بل الحر والظمأ والجوع تحت خيامٍ لا ترد شمسًا ولا تردع نارًا. هنا في قطاع غزة، وتحديدًا في مخيمات النزوح التي باتت تغصّ بأكثر من مليوني إنسان، تتجلى ملامح نكبة لا تشبه إلا نكبات المجازر الجماعية.

"الخيام ليست مآوي... بل مقابر مؤقتة"

في حزيران، لا يُطلب الكثير؛ مجرد ظلّ، نقطة ماء، أو نسمة عابرة. لكن في خيام النزوح، حتى هذه الأمنيات البسيطة تحولت إلى أحلام صعبة المنال.

يصف النازحون واقعهم بمرارة: "هذه ليست خيامًا بل مقابر مؤقتة تحت الشمس"، قماش رقيق يخبئ تحت ظلاله لهبًا خانقًا، وساعات انتظار تمتد من الفجر حتى الفجر دون راحة أو أمل.

حرٌ بلا كهرباء... ولا ماء

أجهزة التبريد مجرد ذكرى، الكهرباء غائبة منذ شهور، والماء مقنّن حدّ الألم. فـالعطش بات أشد من القصف، وصفوف تعبئة المياه تمتد لأمتار، فيما يغسل الجرحى جراحهم بالدموع أو لا شيء.

كبار السن يُصارعون الحر في خيام كأنها أفران مفتوحة، بينما الأطفال يصرخون تحت لهيب لا يرحم، دون مروحة ولا قطرة ماء بارد.

الغذاء.. لقمة لا تُكمل الجوع

وجبة واحدة يوميًا باتت إنجازًا. الأمهات يُقسمن أرغفة الخبز، ليس بالسكين بل بالحسرة.
وحتى حين تصل المساعدات الإنسانية، فإنها لا تكفي لإنقاذ الجوعى، بل تزيد من الإحساس بالخذلان حين تُمنح القليل ويُنتظر منه الكثير.

المنظمات تصل أحيانًا، وتتأخر غالبًا، بينما يسقط الأطفال يومًا بعد يوم ضحايا نقص التغذية والأمراض والحر.

أين العالم؟ أين الضمير؟

ما تعيشه غزة اليوم ليس فقط كارثة إنسانية، بل إعلان صارخ عن فشل الضمير العالمي في إنقاذ أرواح أنهكها القصف أولاً، ثم الخيام والجوع والحر لاحقًا.

في غزة، الموت لا يأتي فقط من السماء… بل يزحف من الشمس، ومن الجوع، ومن الانتظار على أبواب صماء.

في غزة، لا يُدفن الناس فقط في المقابر… بل يختنقون في الخيام، ويتحلّلون في الحر، وينطفئون عطشًا قبل أن يصلهم الماء.

التعليقات (0)