أضاحي غابت.. وأحباب ارتحلوا

غزة تستقبل عيد الأضحى وسط الإبادة والمجاعة: لا أضاحي ولا فرح للعام الثاني تواليًا

profile
  • clock 4 يونيو 2025, 4:12:34 م
  • eye 444
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في الوقت الذي تستعد فيه الأمة الإسلامية للاحتفاء بعيد الأضحى المبارك، وفي حين يعلو التكبير وتقام شعيرة الأضحية في شتى بقاع العالم الإسلامي، تعيش غزة واقعًا مختلفًا تمامًا، حيث يحل العيد للعام الثاني على التوالي في ظل حرب إبادة شاملة، حرمت الغزيين من الطقوس والفرحة، وحتى من أبسط مقومات الحياة.

العشر الأوائل من ذي الحجة.. من أيام الفضل إلى أيام الفقد

لم تعد العشر الأوائل من ذي الحجة في غزة أيامًا للذكر والطاعات، بل تحولت إلى أيام ألم وفقد وجوع. كانت هذه الأيام سابقًا بمثابة عيد ممتد، تتزين فيها البيوت وتجهز الأضاحي، وتُشعل الأسواق بالحيوية رغم الحصار الممتد منذ سنوات.

وفقًا لـ"مركز الفلك الدولي"، فإن يوم الجمعة الموافق 6 يونيو/حزيران 2025 سيكون أول أيام عيد الأضحى في معظم الدول الإسلامية، لكنه بالنسبة لأهالي غزة، سيكون موعدًا جديدًا مع القهر والمجازر والدمار.

أضاحي غابت.. وأحباب ارتحلوا

في عام 2023، وقبل اندلاع الحرب الأخيرة، ضحّى أهالي قطاع غزة بنحو 17 ألف رأس من العجول و24 ألف رأس من الأغنام، فيما شاركت أكثر من 130 ألف أسرة في شعيرة الأضحية. هذا الرقم كان شاهدًا على تمسك الغزيين بتطبيق شعائرهم الدينية رغم ضيق الحال.

المجاعة.. السلاح الذي يقتل بلا ضجيج

لا تقتصر معاناة غزة على القصف والتدمير، بل تواجه مجاعة كارثية، استخدمها الاحتلال كسلاح إضافي ضد المدنيين. ووفقًا لوكالة "أونروا"، نفد مخزون الغذاء تمامًا في مراكز الإيواء، التي تؤوي أكثر من 100 ألف نازح، في وقت تجاوزت فيه نسبة دمار البنية التحتية 92%.

وأشار المستشار الإعلامي للوكالة، عدنان أبو حسنة، إلى أن 80% من مناطق غزة تحت أوامر نزوح، بينما المدارس، والمستشفيات، ومحطات المياه والصرف الصحي، خرجت عن الخدمة.

هندسة التجويع والتهجير: سياسة إسرائيلية ممنهجة

المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أكد أن الاحتلال الإسرائيلي أصدر 35 أمر تهجير قسري منذ بداية عام 2025، ضمن سياسة تهدف إلى "هندسة التجويع والتهجير" كأسلوب لإبادة جماعية ممنهجة.

وأوضح أن ما يجري في غزة من قتل جماعي وتجويع وتدمير شامل، لا يعد أفعالًا فردية أو عشوائية، بل استراتيجية مدروسة تستخدم كوسائل حرب باردة ضد سكان غزة المدنيين.

غزة تأمل بوقف النار.. وعودة الحياة

في خضم كل هذه المآسي، لا يزال الغزيون يتمسكون بالأمل، بأن يسبق حلول العيد اتفاقٌ لوقف إطلاق النار، يُنهي حمام الدم، ويفتح المعابر، ويدخل المساعدات والدواء والغذاء، ليمنحهم حقًا بسيطًا: أن يعيشوا.

التعليقات (0)