تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكد غازي حمد، القيادي في حركة حماس وعضو فريقها المفاوض، أن الحركة خاضت جولات التفاوض بشأن وقف إطلاق النار في غزة بـ"جدية ومسؤولية عالية"، مقدّمةً رؤية "موضوعية وواقعية" لاقت ترحيبًا من الوسطاء الإقليميين والدوليين، في وقت وصف فيه الموقف الأميركي بأنه "مستغرب وغامض ولم يقدّم أي تفسيرات".

الاحتلال فشل في فرض خرائط الانسحاب عبر المفاوضات

وفي مقابلة مع قناة التلفزيون العربي، أوضح حمد أن إسرائيل حاولت استغلال طاولة المفاوضات لتحقيق مكاسب لم تنجح في فرضها ميدانيًا، لكن حماس نجحت في التصدي لمحاولات تمرير خرائط انسحاب منحازة.

وقال: "كان أمامنا خياران: اتفاق سيء يمنح إسرائيل تحكمًا كاملاً، أو اتفاق جيد يحفظ الحد الأدنى من حقوق شعبنا... واخترنا ما يخدم المصلحة الوطنية".

حماس: لسنا عقبة أمام الاتفاق.. لكن الاحتلال يعرقل كل تقدم

وشدد حمد على أن حركة حماس ليست سببًا في تعثر المفاوضات، بل إن كل تقدم كان يُقابل من الجانب الإسرائيلي بـ"تصعيد عسكري ومماطلة سياسية"، ما أدى إلى عرقلة التفاهمات في أكثر من مرحلة.

وأضاف أن الحركة نجحت في تعديل وتحسين العديد من الشروط المجحفة التي حاول الاحتلال فرضها، مؤكداً أن "الهدف الأساسي للمفاوضات هو وقف الحرب وتحقيق اختراق حقيقي في ملف الأسرى".

موقف تفاوضي موحد وتنسيق دائم مع الفصائل الفلسطينية

أوضح حمد أن حماس تُجري تنسيقًا دائمًا مع الفصائل الفلسطينية للوصول إلى موقف وطني موحد، مضيفًا: "نُدرك تمامًا حجم الألم والدمار في غزة، ونعمل من أجل اتفاق يحقق وقف الحرب وانسحاب الاحتلال بعد هدنة مدتها 60 يومًا".

اتفاق 19 يناير والمساعدات الإنسانية تحت المجهر

كشف حمد أن الاحتلال حاول فرض قيود صارمة على دخول المساعدات الإنسانية، لكن حماس أصرت على الالتزام بـ اتفاق 19 يناير 2025، الذي ينص على دخول مساعدات بكميات كافية وتوزيعها بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر والمؤسسات الدولية المعتمدة قبل 2 مارس.

الولايات المتحدة تتهم حماس.. والحركة ترد: الموقف الأميركي متناقض

في وقت سابق، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب حركة حماس بالتنصل من المفاوضات، معتبرًا أنها "تفضل الموت وتُفسد أي هدنة"، مطالبًا بـ"القضاء عليها".

جاء ذلك بعد تصريحات مشابهة للمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، سيتف ويتكوف، الذي اتهم حماس بـ"التلاعب" وأعلن انسحاب الوفد الأميركي من مفاوضات الدوحة.

وسارعت حماس إلى الرد، مؤكدة عبر أعضاء مكتبها السياسي أن التصريحات الأميركية لا تعكس حقيقة الموقف التفاوضي، وتتناقض مع تقييم الوسطاء المصريين والقطريين، الذين أقروا بتعاون حماس واستعدادها الجاد لإنجاح المحادثات.

إسرائيل تسعى لإقصاء غزة من المشهد السياسي

في ختام تصريحاته، أكد غازي حمد أن إسرائيل تحاول شطب غزة من الخارطة السياسية وتفكيك الفصائل، لكنه شدد على أن ذلك "لن يحدث"، وقال: "لن نسمح بإقصاء أي طرف فلسطيني، وسنواصل النضال في الميدان وعلى طاولة التفاوض من أجل إنهاء الحرب وتحقيق كرامة لأبناء شعبنا".

حصيلة الحرب: أكثر من 204 ألف شهيد وجريح في غزة

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربًا شاملة على قطاع غزة، وصفتها منظمات حقوقية ودولية بأنها إبادة جماعية، خلفت حتى الآن أكثر من 204 ألف شهيد وجريحما يزيد على 9,000 مفقود مئات آلاف النازحين