-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
عيد الأضحى 2025 في غزة: لا أضاحي، لا طقوس... فقط صمود في وجه المجاعة والحصار
الأضاحي تغيب قسرًا... والمشهد يزداد قتامة
عيد الأضحى 2025 في غزة: لا أضاحي، لا طقوس... فقط صمود في وجه المجاعة والحصار
-
6 يونيو 2025, 3:15:08 م
-
428
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
للعام الثاني على التوالي، يأتي عيد الأضحى في قطاع غزة بلا فرحة، بلا أضاحٍ، بلا أسواق ولا طقوس دينية واجتماعية. فالمشهد العام يُظهر انهيارًا معيشيًا وإنسانيًا غير مسبوق، نتيجة الحرب الإسرائيلية المستمرة والحصار الخانق الذي يُطوّق القطاع من كل الجهات.
الأضاحي تغيب قسرًا... والمشهد يزداد قتامة
لم تغب الأضاحي في غزة بسبب تغيّر في العادات أو ضعف في التدين، بل نتيجة دمار واسع طال المزارع، وإغلاق تام للمعابر، وغياب القدرة الشرائية. فقد أُبيدت المواشي، ودُمّرت المسالخ، وأصبح إدخال أي رؤوس ماشية إلى القطاع أمرًا شبه مستحيل.
أسواق خاوية ومزارع مدمّرة
لم تعد أسواق غزة تُشبه تلك التي عرفها الناس في الأعياد. فبدلًا من أصوات الباعة وزحام المتسوقين، تسود حالة من الصمت الثقيل والفراغ.
المزارع التي كانت تفيض بالأضاحي في مثل هذا الوقت من كل عام، تحولت إلى أراضٍ مقفرة أو أنقاض جراء القصف الإسرائيلي، والمسالخ أُخرجت من الخدمة، لتختفي واحدة من أبرز شعائر العيد.
المؤسسات الخيرية خارج الخدمة
اللافت هذا العام، هو غياب الجمعيات الخيرية التي كانت تنفذ مشاريع الأضاحي لصالح العائلات الفقيرة.
هذه الجمعيات اعتذرت عن عدم قدرتها على الاستمرار في تقديم هذه الخدمة، بسبب الظروف الأمنية واللوجستية الصعبة.
ووفق بيانات محلية، فإن أكثر من 80% من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر، بينما تجاوزت البطالة 65%، في ظل استمرار الحرب والحصار. وفي هذا الواقع، تحوّلت الأضحية من عبادة إلى حلم بعيد المنال.
العيد في غزة... اختبار جديد للبقاء
يُجسد عيد الأضحى 2025 في غزة واقعًا مأساويًا تختلط فيه مشاعر الإيمان بالحسرة، حيث فقد الناس مقوّمات الاحتفال، لكنهم تمسكوا بما تبقى من الكرامة والصبر.
في غزة، تحوّلت الأضحية إلى فكرة رمزية عن الفداء والبقاء، في وجه حرب لا تزال تستهدف كل مظاهر الحياة، بينما يُصر السكان على البقاء، حتى وإن كان العيد مجرد ذكرى... لا أكثر.







