-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
عيد الأضحى في غزة 2025: أيامٌ بلا عيد وأضاحٍ تحت نيران المجاعة والإبادة
عيد المجاعة والقصف: لا ماء ولا غذاء
عيد الأضحى في غزة 2025: أيامٌ بلا عيد وأضاحٍ تحت نيران المجاعة والإبادة
-
6 يونيو 2025, 3:23:47 م
-
458
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
كان يُفترض أن تكون العشر الأوائل من ذي الحجة أيام فرح وبهجة تُتوّج بعيد الأضحى المبارك، كما اعتادها الفلسطينيون في قطاع غزة منذ عقود. إلا أن الواقع هذا العام، وكما في العام السابق، جاء مختلفًا، مريرًا ومجردًا من الفرح، حيث تواصل إسرائيل حرب الإبادة الجماعية، التي حوّلت كل معاني العيد إلى ذكرى مؤلمة من زمن آخر.
بداية الشهر… ومأساة متكررة
أعلن مركز الفلك الدولي أن يوم الأربعاء الموافق 28 مايو/أيار هو غرة شهر ذي الحجة، ما يعني أن أول أيام عيد الأضحى هو الجمعة 6 يونيو/حزيران 2025، لكن غزة لم تستقبل هذا العيد كما تستقبله المدن الإسلامية الأخرى.
فمع استمرار العدوان، تغيب الأضاحي، وتُمنع الطقوس، وتخيم المجاعة على كل بيت.
غزة ما قبل الحرب: طقوس عامرة رغم الحصار
قبل الحرب، اشتهرت غزة بتحضيرات مميزة لعيد الأضحى، حيث كان الأهالي يحرصون على أداء شعيرة الأضحية رغم سنوات من الحصار والفقر.
ففي يوليو 2023، ووفق وزارة الزراعة، تم ذبح أكثر من 17 ألف رأس من العجول و24 ألف رأس من الأغنام، وقدّرت عدد الأسر المضحية بنحو 130 ألفًا، أي ما يعادل 28% من السكان.
عيد المجاعة والقصف: لا ماء ولا غذاء
يمر عيد الأضحى على غزة هذا العام وسط واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية، إذ تتزامن الذكرى مع تصاعد المجاعة والنزوح والقتل.
وبحسب وكالة "أونروا"، فقد نفد مخزون الغذاء تمامًا، مع وجود ما يزيد على 100 ألف نازح في مراكز الإيواء، وارتفاع مستمر في الأعداد.
كما تشير بيانات رسمية إلى أن 80% من القطاع تحت أوامر نزوح، و92% من المباني مدمرة، بما يشمل مدارس وجامعات وبنى تحتية أساسية.
سياسة ممنهجة: تجويع وتهجير باسم الحرب
المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان وثّق إصدار إسرائيل 35 أمر تهجير قسري منذ بداية العام، ضمن ما وصفه بسياسة “هندسة التجويع والتهجير”، مؤكدًا أن ما يجري هو جريمة إبادة جماعية ممنهجة، وليست مجرد عمليات عسكرية عشوائية.
غزة تنتظر هدنة... وأمل بحياة مؤقتة
في ظل استمرار القصف وانقطاع المساعدات، يأمل الغزيون أن يسبق العيد اتفاق لوقف إطلاق النار، يعيد شيئًا من الأمل، ويفتح المعابر أمام الإغاثة والبضائع.
فبينما يفترس الجوع أجساد الأطفال، ويحاصر الموت المخيمات، يرفع الناس في غزة أكفهم إلى السماء بدعاء لا يتوقف: أن يأتي عيد حقيقي، لا يحمل في اسمه مأساة، ولا يُنطق في ظله ألم.
عيد بلا طقوس... غزة لا تزال تنتظر
عيد الأضحى هذا العام في غزة ليس مناسبة دينية، بل علامة جديدة على الخسارة والخذلان. لا أضاحي، لا زيارات، لا كعك، لا ملابس جديدة… فقط صمت القبور، ونداءات الجياع، وأمل لا يُقهر رغم كل شيء.










