-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
عملية إسرائيلية خاصة في بلدة بيت جن السورية: أهداف استخباراتية ورسائل ميدانية معقّدة
بيت جن... موقع استراتيجي على خريطة الاشتباك
عملية إسرائيلية خاصة في بلدة بيت جن السورية: أهداف استخباراتية ورسائل ميدانية معقّدة
-
12 يونيو 2025, 7:48:29 م
-
421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في تطور ميداني مفاجئ وغير معتاد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم، تنفيذ عملية عسكرية خاصة داخل الأراضي السورية، وتحديدًا في بلدة "بيت جن" جنوب غرب سوريا، زاعمًا اعتقال عناصر من حركة "حماس" كانوا يخططون لتنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية انطلاقًا من الأراضي السورية.
عملية استخباراتية بقيادة "لواء ألكسندروني"
ووفق البيان الرسمي لجيش الاحتلال، فإن العملية نُفّذت تحت إشراف لواء "ألكسندروني" التابع للفرقة 210، بعد ما وصفه بـ"عمل استخباراتي دقيق استمر عدة أسابيع"، وأسفرت عن نقل المعتقلين إلى داخل الأراضي المحتلة للتحقيق معهم من قبل الوحدة الاستخباراتية 504، وهي وحدة معنية بالتشغيل الميداني للمصادر البشرية في عمق "العدو".
الاحتلال لم يكشف عن عدد المعتقلين ولا طبيعة الأهداف التي زُعم أنهم كانوا يخططون لاستهدافها، لكن الإعلان في حد ذاته أثار تساؤلات جدية حول صحة المزاعم، وتوقيت العملية، وأبعادها الأمنية والسياسية.
من الغارات الجوية إلى الاعتقالات الميدانية
رغم أن الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية باتت شبه روتينية في السنوات الأخيرة، واستهدفت في معظمها مواقع مرتبطة بإيران أو "حزب الله" وفق الرواية الإسرائيلية، فإن الحديث عن عملية اعتقال ميدانية مباشرة داخل الأراضي السورية يُعتبر تطورًا نادرًا وخطيرًا، يحمل أبعادًا استخباراتية ونفسية لا يمكن تجاهلها.
فهو يشير إلى جرأة إسرائيلية في توسيع نطاق العمليات البرية المباشرة داخل سوريا، واستعداد لاختبار حدود "الرد السوري أو الإيراني"، إن وُجد.
بيت جن... موقع استراتيجي على خريطة الاشتباك
تقع بلدة بيت جن على السفوح الشرقية لجبل الشيخ، وتُعد من المناطق الأكثر حساسية على الحدود الجنوبية الغربية لسوريا، نظراً لقربها من الجولان المحتل، وتشابك التوازنات الطائفية والعسكرية فيها، خاصة منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.
وقد ظلّت البلدة محل تنازع سياسي وعسكري، وساحة صراع استخباراتي بين أطراف محلية ودولية، ما يمنح العملية الأخيرة طابعًا استراتيجيًا يفوق مجرد "اعتقال أفراد من حماس".
في ظل الحرب على غزة وضغوط الجبهة الشمالية
تأتي هذه العملية بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية المفتوحة على قطاع غزة، التي تجاوزت شهرها الثامن، ووسط تصاعد الضغوط على الجبهة الشمالية مع حزب الله في لبنان، حيث تشهد الحدود توترًا يوميًا، وهواجس إسرائيلية من اتساع رقعة المواجهة.
ويرى مراقبون أن توقيت العملية يحمل رسالة ردع موجهة لمحور المقاومة في المنطقة، تحذر من أن يد الاحتلال يمكن أن تمتد إلى ما بعد حدود غزة ولبنان.
في ظل الانكشاف السوري وتوسّع ساحة الصراع، تفتح العملية الإسرائيلية في بيت جن بابًا جديدًا من التعقيد، يحمل في طيّاته إشارات خطيرة عن تحول نوعي في قواعد الاشتباك الإقليمي.








