المقاومة بين الميدان والسياسة

عاجل | الجهاد الإسلامي: مخطط كاتس لاحتلال غزة يعكس عرقلة الاحتلال لكل جهود وقف إطلاق النار

profile
  • clock 20 أغسطس 2025, 3:15:14 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الجهاد الإسلامي

محمد خميس

أصدرت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين سلسلة من التصريحات العاجلة عبر وسائل الإعلام، في ردّها على إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن مخطط لاحتلال مدينة غزة. 

واعتبرت الحركة أن هذا التصديق يمثل إصرارًا من الاحتلال الإسرائيلي على عرقلة أي إمكانية لوقف إطلاق النار أو التوصل إلى تهدئة، في وقتٍ يعيش فيه القطاع واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية والسياسية منذ سنوات.

الجهاد الإسلامي: الاحتلال يواصل سياسة التصعيد

في بيانها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي أن إسرائيل تخطئ في حساباتها إن اعتقدت أن المقاومة الفلسطينية قد قبلت المقترح المصري القطري تحت تأثير الضغوط العسكرية. وأوضحت أن القوة العسكرية وحدها لن تجبر الفصائل على التراجع عن مواقفها أو التخلي عن شروطها الأساسية المتعلقة بوقف العدوان ورفع الحصار.

كما شددت الحركة على أن الاحتلال يكرر أخطاءه السابقة، وأنه يتجاهل نتائج معركة "غدعون الأولى" التي كبّدت وحداته العسكرية خسائر فادحة. وأضافت أن أي حملة جديدة ستواجه بمصير مشابه، حيث تمتلك المقاومة الفلسطينية اليوم قدرات عسكرية وخبرات ميدانية أكبر من ذي قبل.

فصائل المقاومة على قلب رجل واحد

أشارت الجهاد الإسلامي إلى أن قوى المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها، بما فيها حركتا حماس والجبهة الشعبية، ستواصل مواجهة الاحتلال ولن تخضع لأي ابتزاز عسكري أو سياسي. وأكدت أن ما يجري على الأرض في غزة يعكس وحدة الميدان، إذ تقاتل الفصائل جنبًا إلى جنب في مواجهة الهجمات الإسرائيلية المستمرة.

هذه الوحدة الميدانية تعطي المقاومة قوة إضافية في مواجهة أي سيناريوهات عسكرية يخطط لها الاحتلال. فبحسب المحللين، باتت غزة ساحة اختبار صعبة للجيش الإسرائيلي الذي يواجه تحديات كبيرة في العمليات البرية، في ظل الطبيعة المعقدة للقطاع وكثافة سكانه.

صفقة التبادل مشروطة بوقف العدوان

واحدة من أبرز الرسائل التي وجهتها الجهاد الإسلامي في تصريحاتها الأخيرة هي أن السبيل الوحيد أمام الاحتلال لإطلاق سراح أسراه يتمثل في وقف العدوان على غزة، والانسحاب الكامل، ورفع الحصار المفروض منذ سنوات، ثم الدخول في صفقة تبادل الأسرى.

وترى الحركة أن الاحتلال يحاول الضغط عسكريًا لإجبار المقاومة على تقديم تنازلات في ملف الأسرى، غير أن التجارب السابقة تؤكد أن المقاومة لا تساوم تحت النار. وقد كانت صفقة "وفاء الأحرار" مثالًا واضحًا على قدرة المقاومة على فرض شروطها رغم الضغوط الإسرائيلية المكثفة.

الموقف من المقترح المصري القطري

بالنسبة للمبادرة المصرية القطرية، أوضحت الجهاد الإسلامي أن المقاومة لا ترفض جهود الوساطة، لكنها ترفض أي حلول تُفرض بالقوة أو الابتزاز. وأكدت أن أي اتفاق يجب أن يكون شاملًا، يتضمن وقف العدوان ورفع الحصار وضمان حقوق الشعب الفلسطيني، وليس مجرد هدنة مؤقتة يستغلها الاحتلال لإعادة ترتيب صفوفه.

ويرى مراقبون أن هذا الموقف يعكس إصرار الفصائل الفلسطينية على المعادلة الجديدة للصراع، والتي تقوم على قاعدة أن الأمن لن يتحقق لإسرائيل دون رفع الظلم عن غزة، وهو ما ينسجم مع مواقف أطراف إقليمية عدة تدعو إلى معالجة جذرية للقضية.

دلالات خطة كاتس لاحتلال غزة

إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن مخطط لاحتلال غزة يعكس، بحسب محللين سياسيين، تصعيدًا خطيرًا في الموقف الإسرائيلي، ويكشف عن فشل الحكومة في تحقيق أهدافها عبر القصف المستمر. فلجوء القيادة السياسية الإسرائيلية إلى خيار الاجتياح البري يعكس أيضًا ضغوطًا داخلية تواجهها حكومة نتنياهو، سواء من عائلات الأسرى الإسرائيليين أو من المعارضة التي تعتبر أن الحكومة أخفقت في إدارة الحرب.

غير أن تجربة الجيش الإسرائيلي في الحملات السابقة تظهر أن غزة ليست ساحة سهلة للاجتياح، حيث يمتلك المقاتلون الفلسطينيون شبكة أنفاق معقدة، إلى جانب خبرة قتالية تراكمت على مدار السنوات الماضية.

الموقف الإقليمي والدولي

التصريحات الأخيرة للجهاد الإسلامي تأتي في وقت تشهد فيه الساحة الدولية جهودًا دبلوماسية مكثفة من أطراف عدة، أبرزها مصر وقطر والأمم المتحدة، لمحاولة الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار. إلا أن الموقف الإسرائيلي الأخير قد يعقّد هذه الجهود ويزيد من صعوبة التوصل إلى حل وسط.

وفي المقابل، تواصل بعض الدول الغربية دعم الموقف الإسرائيلي تحت مبررات "حق الدفاع عن النفس"، فيما تتصاعد أصوات داخل منظمات حقوقية وإنسانية تطالب بوقف الحرب فورًا بسبب الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.

المقاومة بين الميدان والسياسة

من الواضح أن حركة الجهاد الإسلامي، ومعها باقي فصائل المقاومة، تسعى لإيصال رسالة مزدوجة: الاستعداد للميدان العسكري والتصدي لأي اجتياح، وفي الوقت نفسه الانفتاح على الحلول السياسية التي تحقق مطالب الشعب الفلسطيني.

ويبدو أن هذه الاستراتيجية تعكس إدراك الفصائل أن المعركة ليست فقط على الأرض، بل أيضًا في مجال الرأي العام الإقليمي والدولي، حيث تسعى المقاومة إلى كسب مزيد من الدعم لقضيتها العادلة.

تصريحات حركة الجهاد الإسلامي بشأن مخطط الاحتلال الإسرائيلي لمدينة غزة تمثل تأكيدًا على أن المقاومة الفلسطينية لن تخضع للضغط العسكري ولن تقبل أي اتفاق لا يتضمن وقف العدوان ورفع الحصار. وبينما يحاول الاحتلال فرض معادلات جديدة عبر التصعيد، تبقى غزة عصية على الانكسار، ويظل الشعب الفلسطيني متمسكًا بحقوقه.

التعليقات (0)