-
℃ 11 تركيا
-
6 سبتمبر 2025
عاجل: التصعيد الإسرائيلي في الضفة وغزة وتأثيراته على الوضع الإقليمي
التحديات المستقبلية
عاجل: التصعيد الإسرائيلي في الضفة وغزة وتأثيراته على الوضع الإقليمي
-
4 سبتمبر 2025, 4:35:35 م
-
423
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة حالة من التصعيد العسكري والسياسي غير المسبوق، وسط خطوات إسرائيلية واضحة لفرض سيادتها على كامل الضفة الغربية، واستمرار العمليات العسكرية المكثفة في قطاع غزة. ووفقاً لتصريحات رسمية نقلتها القناة 14 الإسرائيلية ورصدتها الجزيرة، فإن رئيس اللجنة المركزية لحزب الليكود أكد أن "آن الأوان لفرض السيادة على كل أراضي الضفة الغربية"، داعياً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى تنفيذ هذه الخطوة دون تأجيل، في مؤشر على توجه تل أبيب لتكريس السيطرة الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
التجنيد والاستعداد العسكري لهزيمة حماس
في سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن بدء تجنيد عشرات آلاف الجنود خلال هذا الأسبوع بهدف تنفيذ عمليات عسكرية واسعة لهزيمة حركة حماس في قطاع غزة. هذه الخطوة تشير إلى حجم الجهود الإسرائيلية لتكثيف الضغط العسكري على المقاومة الفلسطينية، في إطار ما وصفته تل أبيب بـ "عملية مركبات غدعون". ويأتي هذا الإعلان في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي تعزيز قدراته على الأرض، بما يشمل نشر قوات إضافية ومعدات عسكرية حديثة، استعداداً لمواجهات محتملة في الأحياء الفلسطينية المكتظة بالسكان.
السيطرة على قطاع غزة: معارك شوارع وتقدم جزئي
أكد المتحدث العسكري أن القوات الإسرائيلية تمكنت حتى الآن من السيطرة على 40% من قطاع غزة، بما في ذلك 40% من مساحة مدينة غزة نفسها. ورغم هذا التقدم الجزئي، أكد الجيش الإسرائيلي أن العمليات ستستمر خلال الأيام القادمة لزيادة الضغط العسكري واستكمال السيطرة على المناطق الحيوية. ويعكس هذا الإعلان حجم المقاومة التي تواجهها القوات الإسرائيلية في المدينة، حيث تتخذ فصائل المقاومة الفلسطينية تكتيكات دفاعية متنوعة تشمل الكمائن وإطلاق الصواريخ والعبوات الناسفة، ما يزيد من صعوبة السيطرة الميدانية على كامل القطاع.
استعادة جثامين المختطفين: خطوة رمزية وميدانية
ضمن عملية "مركبات غدعون"، أعلن الجيش الإسرائيلي عن استعادة جثامين عشرة مختطفين، في خطوة رمزية تهدف إلى تعزيز معنويات الجمهور الإسرائيلي وإظهار إنجازات ميدانية في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة. ويؤكد هذا التطور الطبيعة المستمرة للنزاع، الذي يشمل عمليات عسكرية مباشرة على الأرض، إلى جانب تأثيرات سياسية ونفسية على الطرفين.
الآثار الإنسانية والتداعيات على المدنيين
التقدم العسكري الإسرائيلي والتجنيد المكثف يعكسان حجم التوتر في قطاع غزة، حيث تتعرض المناطق المكتظة بالسكان لقصف متواصل يؤدي إلى سقوط شهداء وجرحى، إضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية المدنية. وتشير تقارير محلية ودولية إلى أن استمرار العمليات العسكرية يفاقم من الأزمة الإنسانية في القطاع، بما في ذلك نقص الغذاء والمياه والخدمات الطبية، في ظل حصار مستمر وتقليص وصول المساعدات الإنسانية.
التوتر السياسي في الضفة الغربية
على صعيد الضفة الغربية، دعوة الليكود لفرض السيادة على كامل الأراضي المحتلة تمثل تصعيداً سياسياً قد يفاقم من التوتر مع الفلسطينيين، ويزيد من احتمالات المواجهات بين قوات الاحتلال والمواطنين الفلسطينيين. هذه الخطوة تأتي في وقت يواجه فيه نتنياهو ضغوطاً داخلية لتطبيق سياسات أكثر تشدداً تجاه الفلسطينيين، في وقت تعتبر فيه السيطرة على الضفة الغربية هدفاً استراتيجياً لتحجيم أي تهديد أمني محتمل من حركة فتح والفصائل الفلسطينية الأخرى.
ردود الفعل الدولية والمواقف الإقليمية
تتباين ردود الفعل الدولية تجاه العمليات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية. حيث دعت بعض الدول الأوروبية والأمم المتحدة إلى ضبط النفس واحترام حقوق المدنيين، محذرة من التصعيد المستمر وتأثيره على استقرار المنطقة. بينما تدعم الولايات المتحدة والعديد من حلفائها الخطوات العسكرية الإسرائيلية تحت مبرر "حق الدفاع عن النفس"، ما يعكس انقساماً واضحاً في المواقف الدولية حول النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي.
استراتيجية تل أبيب على الأرض
تسعى إسرائيل من خلال عملياتها الحالية إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، أبرزها: تفكيك قدرات المقاومة الفلسطينية في غزة، تأمين مناطق الضفة الغربية بالكامل تحت سيادتها، وضمان السيطرة على خطوط النقل والمواصلات الرئيسية. بالإضافة إلى ذلك، تمثل استعادة جثامين المختطفين خطوة لتعزيز الدعم الداخلي في إسرائيل، ورفع معنويات الجيش والمجتمع الإسرائيلي في مواجهة التحديات الميدانية.
التحديات المستقبلية
رغم التقدم الجزئي الذي تحققه القوات الإسرائيلية، يواجه الجيش تحديات كبيرة في قطاع غزة، بما في ذلك المقاومة المسلحة، التحصينات في المباني، وكثافة السكان المدنيين، ما يزيد من احتمالية استمرار الصراع لفترة طويلة. كما أن أي محاولة لفرض السيادة على الضفة الغربية بالكامل قد تؤدي إلى توترات سياسية وأمنية كبيرة، وربما مواجهات متواصلة مع الفصائل الفلسطينية المسلحة.










