الحصار والإغلاق: آثار اقتصادية كارثية

طولكرم تحت وطأة الحصار الإسرائيلي: 95 يومًا من المعاناة والمطالبة بالدعم

profile
  • clock 30 أبريل 2025, 4:45:39 م
  • eye 407
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

تعيش مدينة طولكرم ومخيماتها في الضفة الغربية المحتلة، منذ 95 يومًا، تحت وطأة اجتياحات إسرائيلية متكررة، رافقها تهجير قسري للسكان وحصار خانق، مما تسبب في تعطيل الحياة اليومية فيها. ورغم هذه المعاناة المتواصلة، يواجه السكان حالة من العجز التام من مؤسسات السلطة الفلسطينية، سواء الأمنية أو الاقتصادية، مما يزيد من معاناتهم.

إضراب تجاري كصرخة ألم

في خطوة احتجاجية، شهدت مدينة طولكرم يوم الثلاثاء 29 أبريل إضرابًا تجاريًا شاملاً بدعوة من غرفة التجارة والصناعة والتجار. النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، حسن خريشة، وصف هذا الإضراب بأنه "صرخة ألم" تعكس حالة الظلم والقهر التي تعيشها المدينة بسبب الحصار المستمر والعدوان الإسرائيلي. وقال خريشة إن هذا الإضراب هو رد فعل على استمرار عدوان الاحتلال ضد مخيمات المدينة، مؤكداً أن الاحتلال يمارس "أبشع الجرائم" ضد مخيمي نور شمس وطولكرم، بما في ذلك إجبار السكان على النزوح من منازلهم، مما فاقم أزمة النازحين.

الحصار والإغلاق: آثار اقتصادية كارثية

يشير خريشة إلى أن الحصار والإغلاق المتواصلين قد تسببا في تعطيل مصادر رزق العمال في طولكرم، مما أدى إلى تفشي البطالة وندرة الدخل، وهو ما أضاف عبئًا إضافيًا على سكان المدينة. مع تزايد الأوضاع المعيشية الصعبة، طالب خريشة السلطة الفلسطينية بالتحرك الفوري لرفع الحصار والتخفيف من معاناة المواطنين في طولكرم.

دعوات لتضامن وطني

في الوقت نفسه، وجه الناشط الشبابي، أنس الحمدلله، رسالة إلى حكومة السلطة الفلسطينية، مطالبًا إياها بالتحرك الجاد لوقف مشروع التهجير، موضحًا أن طولكرم "وصلت إلى حد لا يُطاق"، وأن المسؤولين يجب أن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه المدينة وأهلها. كما شدد على ضرورة أن يُظهر باقي المدن الفلسطينية تضامنًا حقيقيًا مع طولكرم بدلاً من استمرار حياتهم بشكل اعتيادي دون أي مظاهر تضامنية.

انتقادات واسعة ضد السلطة الفلسطينية

من جهة أخرى، انتقد نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة رام الله، محمد النبالي، السلطة الفلسطينية على خلفية عدم التدخل الفاعل في الأزمة التي تعيشها طولكرم. في منشور عبر منصات التواصل الاجتماعي، تساءل النبالي عن غياب التواجد الحكومي والدبلوماسي في المدينة، مشيرًا إلى أنه لا يوجد ضغط دولي أو حكومي حقيقي لإنهاء الحصار وعودة الحياة الطبيعية إلى المدينة.

العدوان الإسرائيلي: حصيلة مأساوية

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيماتها لليوم الـ96 على التوالي، وسط تصعيد ميداني مستمر. العدوان الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023، أسفر عن استشهاد 13 فلسطينيًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات. كما أدى العدوان إلى نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمات طولكرم ونور شمس، فضلاً عن تدمير واسع للبنية التحتية.

تدمير البنية التحتية والمنازل

العدوان الإسرائيلي لم يقتصر على استهداف البشر فقط، بل طال البنية التحتية أيضًا. حيث تم تدمير 396 منزلًا بشكل كامل و2573 منزلًا بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس، بالإضافة إلى إغلاق مداخل المخيمين وأزقتهم بالسواتر الترابية. كما تم الاستيلاء على العديد من المنازل وتحويلها إلى ثكنات عسكرية، ما يزيد من معاناة السكان.

نداءات لإعادة الحياة إلى المدينة

في ظل هذه الظروف المأساوية، يواصل السكان في طولكرم وحولها الدعوات للمجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية للتحرك لإنقاذهم. ويشددون على ضرورة الضغط لإعادة الحياة إلى المدينة ورفع الحصار الإسرائيلي الذي يعيق كل جوانب الحياة اليومية، من الصحة إلى التعليم والعمل.

طولكرم ومخيماتها تحتاج إلى دعم عاجل، سواء من السلطة الفلسطينية أو من المجتمع الدولي، لضمان حقوق سكانها في العيش بسلام وأمان، ولإيقاف آلة العدوان التي تدمر كل ما تبقى من الحياة هناك.

التعليقات (0)