تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

وسط مجاعة خانقة يعيشها سكان قطاع غزة، كشفت الجهات الرسمية عن جريمة مروّعة: العثور على أقراص مخدرة داخل أكياس الطحين المُقدّم كمساعدات، فيما وُصف بأنه تطور خطير في أساليب الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، تتعدى القتل المباشر إلى تدمير الوعي والمناعة المجتمعية.

"أوكسيكودون" داخل المساعدات: الموت في لقمة العيش

أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة العثور على أقراص "Oxycodone" – وهي مادة أفيونية شديدة الخطورة – داخل شحنات طحين وُزعت من مراكز الإغاثة المعروفة شعبيًا بـ"مصائد الموت"، الممولة أمريكيًا وإسرائيليًا. وقد وثّقت الأجهزة الصحية والأمنية عدة حالات عُثر فيها على الأقراص داخل الطحين، ما ينذر بكارثة صحية حقيقية.

الاحتلال تحت الشبهة… والتهمة تتجاوز التجويع

المحلل السياسي سامي الصباح أكد أن هذه الحادثة ليست صدفة، بل جزء من خطة ممنهجة لتدمير المجتمع الفلسطيني من الداخل، متسائلًا: كيف يمكن لعبوات مخدرات أن تمر من تحت رقابة الاحتلال المشددة دون علمه؟

مخدر قاتل في طعام نازحين

الدكتور إبراهيم حامد أشار إلى أن "Oxycodone" يسبب إدمانًا فوريًا ويؤدي للوفاة إذا أُخذ دون إشراف، مشددًا على أن إدخاله إلى طعام يُقدّم للنازحين يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان تستوجب المحاسبة الدولية.

ضرب للهوية… وليس فقط للأجساد

هذه الجريمة تأتي في إطار حرب أوسع تستهدف الوعي الفلسطيني، فبعد استخدام التجويع كأداة قتل، يحاول الاحتلال الآن نشر الفوضى والإدمان كوسائل لنسف ما تبقى من التماسك المجتمعي والمقاومة المعنوية.

أرقام صادمة وصمت عالمي

منذ بدء توزيع هذه المساعدات في مايو 2025، سقط أكثر من 652 شهيدًا برصاص الاحتلال أثناء البحث عن الغذاء، وأُصيب 4,537، فيما لا يزال 39 مفقودًا. واليوم، ينضم الإدمان القاتل إلى قائمة الأسلحة التي تستخدم ضد المدنيين في غزة.

دعوات للتحقيق وإغلاق "مراكز الموت"

طالبت حكومة غزة بفتح تحقيق دولي عاجل في هذه الجريمة، ودعت مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية إلى التدخل ووقف عمل هذه المراكز فورًا، مع إنشاء رقابة دولية تضمن سلامة المساعدات.

حرب على الإنسان من الداخل

حادثة "طحين المخدرات" تكشف مرحلة جديدة من الصراع، إذ لم يعد الاحتلال يكتفي بالقصف والتجويع، بل بات يستهدف الوعي الجمعي للفلسطينيين، محاولًا تحويل المعاناة إلى أداة قهر داخلي. ورغم ذلك، فإن الفلسطينيين يواصلون المقاومة في معركة الدفاع عن العقل والكرامة.