تقارير عبرية: ننتظر جولة انتقامية إيرانية.. ونراقبها على 3 محاور

profile
  • clock 5 يوليو 2025, 12:23:05 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

تحاول إسرائيل، وفق تقرير نشره آفي أشكينازي في صحيفة «معاريف»، استباق ما تعتبره جولة انتقامية إيرانية بعد المواجهة العسكرية الأخيرة. التقرير يحلل كيف تركز الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، بما فيها الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، على ثلاثة محاور أساسية في مراقبة إيران.

الأول هو رصد مساعي طهران لإعادة تأهيل برنامجها النووي والحفاظ على أجزاء منه بعد الضربات الإسرائيلية التي استهدفت بعض منشآته. الثاني يتمثل في متابعة جهود إيران لإعادة بناء منظومة الصواريخ، من مواقع الإطلاق وحتى منصات التوجيه والتخزين، استعدادًا لمواجهة مستقبلية. أما المحور الثالث، الذي يعتبره الأمن الإسرائيلي الأكثر إلحاحًا الآن، فهو إحباط محاولات إيران تنفيذ عمليات هجومية ضد أهداف إسرائيلية ويهودية حول العالم، مستعينة بخلايا نائمة أو عناصر جرى تهريبهم إلى أوروبا والشرق الأوسط بعد الحرب الأخيرة، بحسب تقرير معاريف.

عمليات إحباط وتحذيرات رسمية

التقرير يزعم أن الأيام الأخيرة شهدت إحباط محاولات إيرانية لتنفيذ اعتداءات في دول أوروبية. إسرائيل ترى في ذلك تأكيدًا على أن طهران تسعى للانتقام على طريقتها، متجنبة مواجهة عسكرية مفتوحة لكنها مصممة على إلحاق الأذى بخصمها عبر هجمات غير متوقعة، بحسب أشكينازي.

في هذا السياق، عقد وزير الحرب الإسرائيلي إسرائيل كاتس اجتماعًا أمنيًا موسعًا مع رئيس الأركان أيال زامير وكبار قادة الجيش والاستخبارات، وأصدر تعليماته بإعداد «خطة إنفاذ إسرائيلية» تضمن ألا تتمكن إيران من استعادة قدراتها الهجومية أو النووية، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على التفوق الجوي الإسرائيلي في أجواء طهران.

تهديدات هجومية ودفاعية

التقرير يلفت إلى أن إسرائيل توازن بين الهجوم والدفاع. من جهة، تتابع عبر الموساد والاستخبارات العسكرية أي تحركات لإعادة بناء البنية التحتية الصاروخية والنووية الإيرانية، وتستعد لضربها على غرار ما فعلت في لبنان وسوريا. من جهة أخرى، تعزز إسرائيل إجراءات الحماية الداخلية والخارجية تحسبًا لهجمات انتقامية تستهدف شخصيات سياسية وعسكرية إسرائيلية، أو مصالح يهودية حول العالم، وحتى محاولات التسلل أو التخطيط لعمليات من الضفة الغربية، سوريا ولبنان.

هذا البُعد المزدوج في الاستراتيجية الإسرائيلية يعكس قناعة أمنية راسخة بأن المعركة مع إيران لم تنتهِ بنهاية الجولة العسكرية المباشرة، بل انتقلت إلى مرحلة أكثر تعقيدًا، يغلب عليها طابع المخابرات والحرب غير المعلنة.

قراءة أوسع للأبعاد الإقليمية

ما يكشفه تقرير «معاريف» يُبرز حقيقة أوسع: إسرائيل ترى في إيران تهديدًا مستمرًا لا يمكن احتواؤه نهائيًا عبر ضربة عسكرية واحدة، بل يتطلب مراقبة وضغطًا دائمين. هذه الرؤية الأمنية تعزز الخطاب الإسرائيلي الذي يرفض أي وهم عن «تطبيع شامل» أو «شرق أوسط جديد» ينهي جذور الصراع.

حتى حين توقع اتفاقات مع دول عربية، تبقى إسرائيل – في نظر جزء كبير من نخبتها الأمنية – محكومة بمنطق الحرب المستمرة وجولات الردع، حيث لا هدنة دائمة ولا سلام شامل، بل سباق تسلح وتآمر وتهديدات متبادلة.

هذا الخطاب، الذي ينقله أشكينازي في تقريره، ينسف الأوهام التي تروجها بعض الأطراف الإقليمية والدولية حول «إدماج إسرائيل كعضو طبيعي» في المنطقة. فحتى قيادتها الأمنية تعترف عمليًا بأنها لن تعرف أبدًا حياة طبيعية، بل عليها أن تبقى مستعدة لحرب تلو الأخرى، سواء كانت مواجهة صاروخية، عملية تخريبية، أو هجومًا سيبرانيًا في أي مكان من العالم.

التعليقات (0)