تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

في حصيلة صادمة تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الجمعة، عن ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الصهيوني المتواصل منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 57,268 شهيدًا، فيما بلغ عدد الجرحى 135,625 مصابًا، معظمهم من النساء والأطفال.

أرقام مفزعة تكشف وحشية العدوان

بحسب بيان الوزارة، فإن هذه الأرقام تمثل حصيلة القصف الإسرائيلي العنيف الذي استهدف الأحياء السكنية، والمستشفيات، والمدارس، ومراكز الإيواء، دون تمييز بين مدني ومقاتل. وأكدت الوزارة أن آلاف الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض، في ظل عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف ونقص المعدات.

وتشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 70% من الشهداء هم من النساء والأطفال، ما يعكس الطبيعة العشوائية والانتقامية للعدوان الذي يشنه الكيان الصهيوني على القطاع المحاصر.

انهيار المنظومة الصحية وسط حصار خانق

وزارة الصحة حذّرت من انهيار كامل للمنظومة الصحية في غزة، حيث تعمل المستشفيات بأقل من 20% من طاقتها، في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وانقطاع الكهرباء والمياه. كما أكدت أن العديد من الجرحى يواجهون خطر الموت بسبب عدم توفر العلاج أو إمكانية نقلهم للعلاج خارج القطاع.

الهلال الأحمر الفلسطيني ومنظمات دولية أخرى ناشدت المجتمع الدولي التدخل العاجل لفتح ممرات إنسانية آمنة، والسماح بدخول المساعدات الطبية والفرق الإغاثية.

الكيان الصهيوني يواصل عدوانه وسط صمت دولي

رغم فداحة الأرقام، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على غزة، مستهدفًا كل مقومات الحياة، في ظل صمت دولي مريب وعجز أممي عن وقف المجازر اليومية. وتتهم منظمات حقوقية الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، داعية إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات الجسيمة.

غزة تنزف والعالم يتفرج

في الوقت الذي تتصاعد فيه أعداد الشهداء والمصابين، يعيش سكان غزة أوضاعًا مأساوية غير مسبوقة، حيث فقدت آلاف العائلات منازلها، وتحوّلت المدارس إلى مراكز إيواء مكتظة، بينما يعاني الأطفال من صدمات نفسية عميقة.

ورغم كل ذلك، لا تزال غزة صامدة، وشعبها يواصل التمسك بحقه في الحياة والحرية، في وجه آلة القتل الصهيونية التي لم تتوقف منذ أكثر من تسعة أشهر.