تكبير الخط تصغير الخط

 محمد خميس

قال فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية وتطهير عرقي على يد الاحتلال الإسرائيلي، يُعد من أبشع الجرائم التي عرفها التاريخ الحديث، وذلك في ظل تراجع الضمير الدولي، وتخاذل المؤسسات الأممية عن أداء واجبها الأخلاقي والإنساني.

الاحتلال يرتكب المجازر ضد الأبرياء

جاء ذلك خلال لقاء جمعه يوم الأحد بـ وزير خارجية غامبيا، مامادو تانغارا، في مقر مشيخة الأزهر بالقاهرة، حيث شدد الطيب على أن الجرائم الإسرائيلية في غزة لم تتوقف منذ قرابة عامين، وأنها باتت تشمل استهدافًا ممنهجًا للمدنيين من أطفال ونساء وشيوخ وشباب، إلى جانب تدمير ممنهج للمستشفيات، والمساجد، والكنائس، والمدارس.

وأكد الإمام الأكبر أن ما يجري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالأخص في قطاع غزة، لا يمكن وصفه إلا بأنه عدوان همجي يمثل تحديًا صريحًا لكل القيم الإنسانية والدينية.

"الكيان ضد الإنسانية"

ولم يتردد شيخ الأزهر في توجيه اتهام مباشر للاحتلال، قائلاً: "هذا الكيان أثبت أنه ضد الإنسانية"، في إشارة إلى انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة بحق الشعب الفلسطيني، والتي تخالف أبسط مبادئ القانون الدولي والمواثيق الحقوقية.

كما أشار إلى أن الصمت الدولي، وخاصة من الدول الكبرى، يشجع الاحتلال على التمادي في جرائمه، ويُعد مشاركة غير مباشرة في العدوان على الفلسطينيين.

خرق جديد للتهدئة: الاحتلال يُشعل العدوان مجددًا

وفي الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحركات دبلوماسية تهدف إلى تثبيت تهدئة، كان الاحتلال قد استأنف عدوانه على غزة فجر 18 مارس/آذار 2025، وذلك بعد توقف استمر شهرين عقب اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

غير أن قوات الاحتلال لم تلتزم ببنود الاتفاق طوال فترة التهدئة، واستمرت في سياسات الحصار والاعتقالات والتجويع والهجمات المتفرقة، لتعود وتشن هجومًا جديدًا على القطاع المحاصر.

حصيلة كارثية منذ بدء العدوان

وتستمر الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي مطلق، ما أسفر حتى الآن عن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن آلاف المفقودين تحت الأنقاض، ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون في أوضاع إنسانية كارثية.

كما تم تدمير آلاف المنازل والمنشآت الصحية والتعليمية والدينية، في مشهد يوصف بأنه واحد من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.

الأزهر: موقف ثابت من نصرة فلسطين

ويأتي موقف شيخ الأزهر في إطار الدور التاريخي والثابت للمؤسسة الدينية الأعرق في العالم الإسلامي، والتي ما فتئت تؤكد في بياناتها ومواقفها الرسمية دعمها الكامل للشعب الفلسطيني، ورفضها المطلق لكافة أشكال التطبيع مع الاحتلال، ومطالبتها المستمرة بمحاكمة مجرمي الحرب أمام المحاكم الدولية.