المأساة مستمرة

شهادات حية من قلب الجحيم.. الموت حاضر في كل زاوية بغزة وسط غياب العدالة

profile
  • clock 1 مايو 2025, 7:39:19 م
  • eye 411
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الأمهات في غزة.. فَقدٌ ونزوح وجوع

بين ركام البيوت وفي ظلال الخوف، يعيش الفلسطينيون في قطاع غزة حالة إنسانية قاسية، تتقاطع فيها الولادة والموت في مشهد واحد، حيث تتحوّل كل لحظة إلى اختبار للبقاء، وكل حدث طبيعي إلى تجربة مؤلمة محفوفة بالخطر.

 

الولادة في زمن القصف: معاناة مزدوجة

 

لم تعد الولادة في غزة حدثًا فسيولوجيًا طبيعيًا، بل تحوّلت إلى معركة للبقاء على قيد الحياة. النساء الحوامل يتنقلن بين نقاط النزوح أو داخل الخيام، باحثات عن مكان آمن يليق باستقبال حياة جديدة. ومع انهيار النظام الصحي، تفتقر المستشفيات للكوادر والأدوية وأدوات التعقيم، مما يجعل كل ولادة محفوفة بمخاطر عالية للأم والجنين.

 

وفي ظل الحصار، نُقلت العديد من النساء في مراحل مخاض متقدمة عبر عربات تجرّها الأيدي أو حمّالات بدائية، وسط الطرقات المدمرة، لتصل بعد ساعات إلى مشفى بالكاد يعمل، لا يضمن لهن البقاء ولا يوفر الحد الأدنى من الرعاية.

 

الموت حاضر في كل زاوية

في المقابل، الموت لا يغادر غزة. تحت القصف أو بسبب نقص الدواء، ترتفع أعداد الشهداء يوميًا، بينهم أطفال وحديثو ولادة. هناك من يموت بسبب الاختناق داخل حضانة بلا كهرباء، وآخرون بسبب سوء التغذية ونقص الحليب أو الأدوية الأساسية.

المقابر لم تعد تتسع، والموتى يُدفنون في الحدائق العامة أو بين أنقاض منازلهم، في مشهد يعكس انهيار الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية.

 

شهادات حية من قلب الجحيم

في شهادة من مخيم النصيرات، روت أم فلسطينية أنها وضعت طفلها بين أنقاض منزل مهدّم بعد أن قُصفت العيادة الوحيدة القريبة، بمساعدة جاراتها. أما طفلتها الكبرى، التي لم تتجاوز الخامسة، فقد كانت تحاول جلب الماء بينما استُشهد والدها أمام ناظريها في قصف على طابور الخبز.

وفي شهادة أخرى من مجمع الشفاء الطبي، يقول أحد الأطباء: "نستقبل عشرات الولادات يوميًا، بعضها ينتهي بالفقد بدل الفرح، لأننا ببساطة لا نملك ما يلزم لإنقاذهم".

 

المأساة مستمرة وسط غياب العدالة

رغم كل هذه المشاهد القاسية، لا يزال المجتمع الدولي عاجزًا عن وقف نزيف غزة. المساعدات محدودة، والمعابر مغلقة، والمستشفيات تنهار. أما سكان القطاع، فهم يولدون تحت النار، ويموتون في صمت، وسط عالم يتفرج.

 

غزة تكتب الحياة بدموع الأمهات

 

في غزة، حيث الحياة تُولد من رماد الموت، تظل الكرامة الإنسانية تنبض في كل بيت مدمّر، وكل طفل يولد بلا حضانة، وكل أم تحتضن مولودها وهي تسمع أصوات الطائرات.

 

إنها مأساة لا تروى بالأرقام فقط، بل تُكتب بالدم والصبر والدموع، في كل زقاق، وكل مستشفى، وكل قبر جديد.

 

التعليقات (0)