عزلة جوية تتصاعد وسط عجز عن التهدئة

شركات طيران أجنبية تواصل الانسحاب من إسرائيل: "لوفتهانزا" و"ITA" توقفان الرحلات بسبب المخاوف الأمنية

profile
  • clock 4 يونيو 2025, 3:41:16 م
  • eye 442
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
"لوفتهانزا" و"ITA" ت

محمد خميس

تتوالى مؤشرات العزلة الجوية التي باتت تواجهها "إسرائيل" مع استمرار التوترات الأمنية في المنطقة، حيث كشفت وسائل إعلام عبرية عن فشل هيئة الطيران المدني لدى الاحتلال في إقناع شركات طيران كبرى بالعودة إلى العمل داخل السوق الإسرائيلي، ما يعكس حالة متزايدة من القلق الدولي تجاه الوضع الأمني في المنطقة.

"لوفتهانزا" تتراجع عن العودة إلى إسرائيل: مؤشر مقلق للأسواق

أفاد موقع "تي ڤي 2000" العبري أن شركة الطيران الألمانية العملاقة "لوفتهانزا" رفضت استئناف رحلاتها الجوية نحو إسرائيل، رغم محاولات متكررة من هيئة الطيران المدني الإسرائيلية لإقناعها بذلك.

ويُنظر إلى قرار لوفتهانزا على أنه إشارة بالغة الأهمية لباقي شركات الطيران العالمية، كونه يعكس عدم اقتناع الأسواق بسلامة الأجواء الإسرائيلية أو استقرار الوضع الأمني، رغم التصريحات الرسمية بعودة الأمور إلى طبيعتها تدريجيًا.

انضمام "ITA" الإيطالية: تزايد المقاطعة الجوية لإسرائيل

لم تقتصر مقاطعة الرحلات الجوية على "لوفتهانزا"، إذ أعلنت شركة "ITA" الإيطالية أيضًا عن تعليق رحلاتها إلى إسرائيل، لتنضم بذلك إلى قائمة متزايدة من شركات الطيران العالمية التي قررت إيقاف تسيير الرحلات الجوية بسبب تدهور الوضع الأمني وارتفاع تكاليف التشغيل.

ويرى مراقبون أن هذا الاتجاه يحمل تأثيرات اقتصادية خطيرة على قطاع الطيران الإسرائيلي، وخصوصًا على مطار "بن غوريون" الدولي، الذي يُعد البوابة الرئيسية لدخول وخروج الرحلات الجوية.

الأسباب الأمنية والاقتصادية: انسحاب استراتيجي مدفوع بالمخاطر

نقل الموقع عن مسؤول في قطاع الطيران الإسرائيلي قوله إن الخوف من تدهور الوضع الأمني المستمر والارتفاع الحاد في تكاليف التأمين الجوي هما السببان الرئيسيان وراء تردد الشركات الأجنبية واستمرار انسحابها من السوق الإسرائيلي.

وتابع المسؤول:
"الشركات لا تريد المخاطرة بطائراتها وركابها في منطقة توصف بأنها غير مستقرة، خصوصًا في ظل استمرار التهديدات الإقليمية من أكثر من جبهة."

ويُذكر أن شركات التأمين الدولي رفعت مؤخرًا أسعارها لتغطية الرحلات الجوية المتجهة إلى إسرائيل، بسبب التصعيد المتكرر واستهداف البنية التحتية الحيوية، مما زاد من الضغوط على شركات الطيران.

انعكاسات على الاقتصاد الإسرائيلي وثقة المستثمرين

هذا الانسحاب المتتالي لشركات الطيران الأجنبية لا يُعتبر مجرد تطور عابر، بل هو مؤشر خطير على تآكل الثقة في البيئة الأمنية والاقتصادية الإسرائيلية. كما قد يؤدي إلى عزل إسرائيل جويًا بشكل جزئي، ما ينعكس سلبًا على السياحة والاستثمار وقطاع الأعمال.

وفي ظل هذا الواقع، تسعى الحكومة الإسرائيلية جاهدة لطمأنة الشركاء الدوليين، غير أن الواقع الميداني والانقسامات السياسية الداخلية تعقّدان من مهمة استعادة الثقة الدولية.

عزلة جوية تتصاعد وسط عجز عن التهدئة

مع تزايد انسحاب شركات الطيران العالمية، تجد إسرائيل نفسها أمام أزمة متصاعدة في قطاع النقل الجوي، تتطلب استجابة دبلوماسية وأمنية سريعة. فغياب شركات عملاقة مثل "لوفتهانزا" و"ITA" عن الأجواء الإسرائيلية، لا يعكس فقط هشاشة الوضع الأمني، بل يُنذر أيضًا بتحول طويل الأمد في علاقات الشركات العالمية مع إسرائيل.

التعليقات (0)