تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أفادت وسائل إعلام عبرية مساء الاثنين أن عربة عسكرية إسرائيلية من طراز "همر" تعرضت لاستهداف مباشر بصاروخ مضاد للدروع في قطاع غزة، ما أدى إلى مقتل 3 جنود وإصابة اثنين آخرين بجروح وُصفت بالخطيرة.
وتُعد هذه الضربة من أقوى العمليات التي شهدتها الساعات الأخيرة في ميدان القتال، حيث يواصل الجيش الإسرائيلي توغله في عدة مناطق داخل القطاع وسط مقاومة فلسطينية شرسة.

سرايا القدس تتبنى: عبوة ناسفة ضد جيب عسكري إسرائيلي

من جهتها، أعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مسؤوليتها عن تنفيذ العملية، مؤكدة في بيان مقتضب أنها فجّرت عبوة شديدة الانفجار بآلية عسكرية إسرائيلية من نوع "همر"، وذلك فجر الخميس الماضي شرق مدينة غزة.

وأوضحت أن مجاهديها عادوا بسلام من الخطوط الأمامية، وأكدوا تنفيذ العملية بنجاح في موقع مستحدث لقوات الاحتلال، دون أن تكشف تفاصيل إضافية عن طبيعة العملية أو الخسائر التي أُلحقت بالعدو.

المقاومة تواصل ضرباتها وتوثيق عملياتها النوعية

تُواصل فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها سرايا القدس وكتائب القسام، تنفيذ عمليات ميدانية مكثفة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتقوم بتوثيق هذه العمليات بالصوت والصورة لتأكيد روايتها، وتعزيز الحضور الإعلامي المقاوم في وجه الرواية الإسرائيلية.

وشهدت الأيام الماضية كمائن محكمة استهدفت جنود الاحتلال وآلياته في أكثر من محور قتالي، وأسفرت عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، وتدمير أو إعطاب مئات الآليات العسكرية، وفق ما أظهرته تسجيلات بثتها المقاومة.

خرق متواصل للتهدئة وتصعيد في العمليات الميدانية

تأتي هذه العمليات في سياق تصعيد المقاومة رداً على استئناف الاحتلال عدوانه الشامل على غزة، والذي بدأ مجددًا في 18 مارس/آذار 2025، بعد توقف دام شهرين إثر اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في يناير الماضي.
ورغم التهدئة المعلنة، لم تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق، وواصلت عمليات القصف والاجتياح، ما دفع فصائل المقاومة إلى الرد بقوة على محاور التوغل كافة.

عدوان متواصل وحصيلة إنسانية كارثية

منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبدعم أميركي كامل، أسفرت العمليات العسكرية عن استشهاد وإصابة أكثر من 178 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون أوضاعًا إنسانية بالغة القسوة، في ظل تدمير شامل للبنية التحتية وغياب مقومات الحياة الأساسية.

 المقاومة تتصدى والاحتلال يواصل الخسائر

تعكس العملية الأخيرة التي استهدفت آلية "همر" إسرائيلية قدرة فصائل المقاومة على التكيف مع الواقع الميداني، ونقل المعركة إلى قلب تحركات الجيش الإسرائيلي.
ويبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تصاعدًا في المواجهات والعمليات النوعية، في ظل تعنّت الاحتلال، وفشل المسارات السياسية حتى اللحظة في التوصل إلى تهدئة حقيقية.