سارة نتنياهو – اليد الخفية في تعيينات المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية

profile
  • clock 22 مايو 2025, 8:14:33 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

خاص موقع 180 تحقيقات

لطالما وُصفت سارة نتنياهو، زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بأنها "المرأة الأقوى في إسرائيل" – ليس بسبب منصب رسمي أو صلاحيات دستورية، بل بفعل نفوذها غير المعلن في مطبخ القرار، خاصة في قضايا حساسة تمس الأمن القومي والمؤسسة العسكرية. التقارير المتراكمة، وآخرها ما كشفته صحيفة معاريف، تؤكد أن تدخلاتها تجاوزت الحياة الشخصية والسياسية، لتصل إلى العمق الأمني للدولة العبرية.

 

سارة وصناعة القرار: من الظل إلى قلب القيادة

 

خلال سنوات حكم نتنياهو الطويلة، تراكمت شهادات من وزراء، ومستشارين، وحتى ضباط في الجيش والشاباك، عن تأثير سارة المباشر على زوجها في اتخاذ قرارات تتعلق بالتعيينات، خاصة في المناصب الأمنية الرفيعة. وتصف مصادر مطلعة علاقتها بزوجها بأنها "تحكمية"، فيما يُعدّ تدخلها جزءًا من منظومة مغلقة تتجاوز المؤسسات الرسمية في تحديد توجهات الحكم.

 

 

 

دافيد زيني... اختيار سارة لا المؤسسة

 

ذكرت معاريف مؤخراً أن اللواء دافيد زيني هو المرشح المفضل لسارة نتنياهو لتولي منصب رئيس أركان الجيش بعد انتهاء ولاية الجنرال هرتسي هليفي. المثير للجدل أن زيني لم يشغل مناصب مركزية في هيئة الأركان العامة، ولا يملك خلفية قوية في المجالات الأساسية لمنصب كهذا: الاستخبارات، العمليات الخاصة، أو الشأن العربي.

 

مصادر عسكرية عبّرت عن صدمتها من هذا الترشيح، مؤكدة أنه لا يُنظر لزيني داخل الجيش كضابط من "النواة الصلبة"، بل يُرى كرجل "قريب من العائلة" أكثر من كونه قائداً عسكرياً مميزاً.

 

تصفية حسابات مع الشاباك؟

 

بحسب معاريف، فإن دعم نتنياهو لزيني ليس فقط تلبية لرغبة زوجته، بل يأتي في سياق سعيه لضرب نفوذ الشاباك ورئيسه الحالي رونين بار، الذي تتهمه أوساط يمينية بالمواقف "غير المنسجمة" مع سياسات الحكومة، لا سيما في قضايا اليمين المتطرف والمظاهرات الداخلية.

 

التقديرات تشير إلى أن تعيين زيني، الآتي من خارج دوائر الشاباك، سيمهد لإعادة تشكيل الطاقم الأمني المحيط بجهاز الأمن العام، وتطهيره ممن يوصفون بأنهم "بقايا الدولة العميقة".


سوابق تدخل سارة

 

ليست هذه المرة الأولى التي يُثار فيها دور سارة في تعيين شخصيات أمنية. على مدار السنوات، تحدثت تقارير إسرائيلية عن تدخلها في:

 

رفض ترشيح يوفال ديسكين لرئاسة الشاباك سابقاً لأنه "لا يعجبها".

 

التأثير على استبعاد بعض الجنرالات المقربين من غانتس أو يعالون، في فترات التوتر السياسي.

 

الضغط على نتنياهو لعدم الموافقة على صفقات تبادل أسرى في الماضي بدوافع سياسية وشخصية.


وزير دفاع سابق – رفض الكشف عن اسمه – صرح لصحيفة هآرتس في 2022 أن "القرارات السيادية في بعض الأحيان كانت تُتخذ في غرفة الجلوس بين سارة وبيبي، وليس في مجلس الوزراء الأمني".

 

نمط حكم أم دولة مؤسسات؟

 

تكشف هذه الحوادث المتكررة أن إسرائيل، رغم ادعائها أنها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، تُدار أحياناً وفق نمط "الزعيم والعائلة"، حيث يُستبدل ميزان الكفاءة والهيكل المؤسسي، بـ"الولاء الشخصي" و"القبول العائلي".

 

وهذا لا يشكل فقط أزمة داخلية بين المستويات الأمنية والسياسية، بل يُحدث شرخاً في ثقة الجمهور بالمؤسسة الأمنية، ويثير القلق لدى الحلفاء الدوليين من أن تصبح التعيينات مبنية على دوافع شخصية لا مهنية.

 

الدولة في قبضة العائلة؟

 

يتزايد القلق داخل إسرائيل من أن القرارات المصيرية، حتى تلك التي تمس الأمن القومي في زمن حرب مفتوحة مثل التي تشهدها غزة حالياً، قد تكون مرهونة بميول شخصية من خارج المؤسسة الرسمية. إن دور سارة نتنياهو لا يمكن اعتباره مجرد دور زوجة زعيم، بل أصبح بمرور الوقت أحد مفاتيح فهم سياسات إسرائيل الأمنية والداخلية.

 

ويبقى السؤال: هل نحن أمام نموذج حكم جديد في إسرائيل، تُدار فيه المؤسسات الأمنية بعيون عائلية لا استراتيجية؟

التعليقات (0)