علاج الحروق: مهمة شبه مستحيلة في ظل الحصار

زيادة مروعة في أعداد ضحايا الحروق في قطاع غزة: معاناة مستمرة في ظل حصار قاتل

profile
  • clock 27 أبريل 2025, 3:19:00 م
  • eye 409
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
Slide 01
ضحايا الحروق في قطاع غزة

تشهد غزة يومًا بعد يوم تزايدًا غير مسبوق في أعداد ضحايا الحروق نتيجة الهجمات الجوية الإسرائيلية المستمرة، في وقت يعاني فيه النظام الصحي في القطاع من انهيار شبه كامل. في ظل الحصار الخانق، لا يجد المصابون فرصة للعلاج أو حتى لتسكين الألم، ما يجعل حياتهم تتوقف عند نقطة الألم المستمر.

أعداد متزايدة من المصابين بالحروق في غزة

منذ استئناف العدوان الإسرائيلي في مارس 2024، بدأت فرق "أطباء بلا حدود" بتسجيل أعداد مروعة من المصابين بالحروق في غزة، أغلبهم من الأطفال. فقد استقبلت العيادة التابعة للمنظمة في مدينة غزة أكثر من 100 مريض يوميًا في أبريل 2024، جميعهم يعانون من إصابات ناتجة عن الحروب أو ظروف الحياة القاسية داخل الملاجئ المكتظة.

يقول الدكتور أحمد منصور، المتحدث باسم المنظمة، إنهم أجروا أكثر من ألف عملية جراحية منذ مايو 2024 لمصابي الحروق، 70% منهم أطفال لم يتجاوزوا الخامسة من العمر. هذه الإصابات كانت نتيجة الانفجارات العنيفة، أو الحروق الناتجة عن الماء المغلي أو الوقود المستخدم للطهي داخل الخيام.

قصة تيسير منصور: شاب ضاع حلمه بسبب الحروق

تيسير منصور، البالغ من العمر 17 عامًا، هو أحد ضحايا القصف الإسرائيلي في غزة. تعرض لحروق شديدة من الدرجة الثالثة بعد أن دمرت غارة جوية منزله في أغسطس 2024، ما أدى إلى مقتل والدته وإصابة والده وإخوته. وُجد تيسير في المستشفى، لا يستطيع تحريك يديه أو حتى تناول طعامه بنفسه بسبب الحروق. يروي قائلاً: "كنت أحلم بأن أكون فنانًا وأرسم لوحات عن غزة، لكن الآن بالكاد أستطيع رفع يدي."

علاج الحروق: مهمة شبه مستحيلة في ظل الحصار

الحروق الشديدة تتطلب علاجًا طبياً معقدًا، يشمل عمليات جراحية متكررة، تغيير الضمادات يوميًا، علاجًا طبيعيًا، إضافة إلى تخفيف الألم بشكل مستمر. ولكن في غزة، أصبحت هذه الرعاية الصحية رفاهية لا يمكن تحقيقها في ظل الحصار المتواصل. يقول الدكتور أحمد أبو وردة، مسؤول النشاطات الطبية في "أطباء بلا حدود"، إن الأطفال المصابين يصرخون من شدة الألم أثناء تغيير الأقمشة المحترقة عن جلودهم، حيث يحاولون التوسل للأطباء لوقف العلاج.

ويضيف أبو وردة: "الأطباء هنا يعملون فوق طاقتهم، لكنهم لا يملكون الإمكانيات اللازمة. لم تدخل إلى غزة أي إمدادات طبية منذ أكثر من 50 يومًا. ما نقوم به الآن ليس علاجًا، بل مجرد محاولة لتأجيل الموت."

الحصار الإسرائيلي يضاعف معاناة المرضى

في ظل الحصار المستمر، لا تتوفر في غزة بيئة معقمة، ولا توجد مواد تخدير أو أدوات جراحية كافية. كما يفتقر القطاع إلى المراهم الأساسية التي قد تساعد في تخفيف الألم، وهو ما يجعل معركة المرضى ضد الحروق أشد قسوة. كل حرق جديد يتحول إلى معركة بين الحياة والموت، حيث يتم التعامل مع الإصابات بأدوات متهالكة وأيدٍ طبية مرهقة، وسط صمت العالم.

 الوضع الصحي في غزة يتطلب تدخلاً عاجلاً

الوضع الصحي في قطاع غزة يشهد تدهورًا متسارعًا في ظل استمرار الحصار وغياب الإمدادات الطبية الأساسية. المرضى المصابون بالحروق يعيشون في ظروف مروعة حيث يُتركون بلا علاج فعال، ويواجهون ألمًا لا يُحتمل. إن الوضع يتطلب تحركًا دوليًا فوريًا لتوفير المساعدات الطبية والإنسانية، والضغط على إسرائيل لفتح المعابر أمام الإمدادات الطبية والمواد الأساسية التي قد تساعد في إنقاذ الأرواح في القطاع المحاصر.

التعليقات (0)