-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
رسائل الحج العَشْر من مكة إلى غزة: بين حرمان الفريضة وصوت النصرة
لا حج ولا أضحى في غزة: الحصار يقتل الروح قبل الجسد
رسائل الحج العَشْر من مكة إلى غزة: بين حرمان الفريضة وصوت النصرة
-
4 يونيو 2025, 2:38:46 م
-
434
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في مشهد يُجسد أوجاع الأمة الإسلامية، تأتي شعائر الحج هذا العام محمّلة برسائل قوية في ظل الحرمان القسري لأهالي غزة من أداء الفريضة للعام الثاني على التوالي. وبينما يتوافد ملايين المسلمين إلى مكة المكرمة لأداء الركن الخامس من الإسلام، يُمنع آلاف الغزيين من السفر، نتيجة للحصار المفروض والعدوان المستمر، في مفارقة دينية وإنسانية مؤلمة.
لا حج ولا أضحى في غزة: الحصار يقتل الروح قبل الجسد
منذ تصاعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، يعيش القطاع المحاصر أسوأ كارثة إنسانية في تاريخه، شملت كافة مناحي الحياة، بما فيها ممارسة الشعائر الدينية. وقد أعلنت الجهات الرسمية أن أهالي غزة محرومون من أداء فريضة الحج للعام الثاني على التوالي، بسبب إغلاق المعابر، وتدمير البنية التحتية، وتعقيدات الاحتلال التي حالت دون خروج الحجاج.
بل إن معاناة غزة لا تقتصر على موسم الحج فقط، إذ يحل عيد الأضحى هذا العام في ظل غياب الأضاحي والشعائر، نتيجة الفقر المدقع، وانهيار سلاسل الإمداد، وغياب الأمن. فلا أجواء عيدية، ولا ذبائح توزع، ولا حتى ملابس جديدة للأطفال، في صورة تقطع نياط القلوب.
شعائر الحج العَشْر: رسائل إيمانية ونصرة إنسانية
تُعد الأيام العشر الأوائل من ذي الحجة من أعظم أيام العام في الإسلام، لما تحمله من فضائل وأعمال تُضاعف فيها الأجور. لكن هذا العام، تكتسب هذه الأيام دلالة خاصة في وجدان الأمة الإسلامية، إذ تزامن حلولها مع استمرار المجازر في غزة، ما يجعل منها منبرًا روحانيًا ورساليًا لنُصرة المظلومين.
فمن على صعيد عرفات، وفي خطب الحرمين، وعلى ألسنة الدعاة والمرشدين، تتردد نداءات الدعاء لغزة وأهلها، في محاولة لربط العبادات بالسياق الإنساني، وتذكير الأمة أن الحج ليس طقوسًا مجردة، بل رسالة توحيد وتضامن، وشهادة على نصرة المستضعفين.
رمزية الغياب: الغزيون الغائبون الحاضرون في قلوب المسلمين
إن غياب أهل غزة عن مناسك الحج لا يعني غيابهم عن وجدان الحجاج، بل إن مظلوميتهم أصبحت حاضرة بقوة في دعوات الطائفين والساجدين. فقد امتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بصور لحجاج يرفعون لافتات دعم لغزة، وآخرين يُهدون ثواب حجهم لأرواح الشهداء، فيما صدحت الدعوات في صلوات التراويح والقيام نصرة لفلسطين.
الحج والنصرة: مسؤولية روحية وسياسية
لا يمكن فصل فريضة الحج عن رسالة الإسلام الجامعة، التي تجعل من نصرة المظلومين والتضامن مع الشعوب المستضعفة جزءًا من الدين. وإن حرمان غزة من الحج ليس فقط أزمة سياسية أو لوجستية، بل هو انتهاك لحق ديني مكفول للمسلمين جميعًا.
وفي ظل عجز الأنظمة وغياب الحلول، باتت مسؤولية رفع الصوت لغزة تقع على عاتق الشعوب، والمؤسسات الإسلامية، والعلماء والدعاة، الذين تقع عليهم مهمة إبقاء هذه المأساة حيّة في الضمير الإسلامي.
من مكة إلى غزة.. دعاء لا يُحاصر
رغم الجدران والمعابر والأسلاك، لا تستطيع آلة الاحتلال أن تحاصر الدعاء الهابط من عرفات، أو الدمعة التي تنزل من عين حاج يذكر غزة في سجوده. وفي ظل هذا الواقع، يتحول الحج هذا العام إلى منصة رمزية هائلة، تُعيد ربط الشعائر بالواقع، وتُثبت أن غزة وإن غابت عن مناسك الحج، فإنها لم ولن تغيب عن قلوب الأمة.





