تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

في تطور مفاجئ على صعيد المفاوضات المتعثرة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن رئيس جهاز الموساد، دادي برنياع، وصل صباح اليوم إلى العاصمة القطرية الدوحة، في أول زيارة له منذ توقف مفاوضات صفقة تبادل الأسرى الشهر الماضي. ووفق الصحيفة، فإن هذه الخطوة تمثل تجديدًا لقناة التواصل بين برنياع وقطر، وجاءت بتعليمات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في محاولة لتحريك المسار السياسي بعد فترة من الجمود.

وأشارت المصادر العبرية إلى أن الولايات المتحدة ترغب في بقاء قطر طرفًا فاعلًا في هذا الملف الحساس، معتبرة أن أي تقدم قد يتحقق في المحادثات الجارية بين الاحتلال وحماس في القاهرة يمكن أن يمهد لعقد جلسات تقارب إضافية في الدوحة. وفي السياق نفسه، أفاد الصحفي محمد مجادلة من "القناة 12" بأن وفدًا من حركة حماس سيغادر القاهرة، اليوم، متجهًا إلى الدوحة، في إشارة إلى أن المفاوضات قد تكون في طريقها إلى الاستئناف قريبًا، وإن بقي الأمر مرهونًا بما ستسفر عنه المداولات المقبلة.

لقاءات سرية بالدوحة

مصادر إعلامية إسرائيلية، من بينها "القناة 12" العبرية، أكدت رسميًا أن برنياع التقى، خلال زيارته، برئيس الوزراء القطري، حيث ناقشا إمكانية التوصل إلى صفقة شاملة لتبادل الأسرى، بدلًا من إبرام اتفاق جزئي كما كان مطروحًا في فترات سابقة. ووفق "هيئة البث" الإسرائيلية، فإن وفد حماس عاد بالفعل من القاهرة إلى الدوحة لاستكمال المحادثات حول مقترح الوسطاء، في محاولة لصياغة اتفاق شامل يُنهي الخلافات ويضع إطارًا متكاملًا لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

وفي المقابل، نقلت "القناة 12" عن مصدر مطلع على فحوى المباحثات أن رئيس الموساد شدد أمام الوسطاء على ضرورة إفهام حماس أن قرار الحكومة الإسرائيلية باحتلال غزة ليس مجرد حرب نفسية، بل خطوة جدية على الأرض، في رسالة واضحة تعكس نبرة التهديد التي تعتمدها تل أبيب في هذا الملف.

تضارب الروايات الإسرائيلية

ورغم أن الجانب الإسرائيلي ركز، عبر تسريباته الإعلامية، على البعد التفاوضي لزيارة برنياع، إلا أن "القناة 12" العبرية نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن الزيارة مرتبطة بقضايا تخص جهاز الموساد ولا علاقة لها بصفقة التبادل من الأساس. وأضاف المصدر ذاته أن برنياع لم يتطرق إلى الصفقة خلال اجتماعه في الدوحة إلا بشكل عابر، مؤكدًا أن الموقف الإسرائيلي يتمثل في السعي نحو صفقة شاملة لا جزئية، ما يضع مزيدًا من الغموض حول طبيعة التحركات الجارية وخلفياتها الحقيقية.