تكبير الخط تصغير الخط

في تصعيد خطير للأزمة الداخلية الإسرائيلية، أصدر رئيس جهاز الشاباك، رونين بار، بيانًا حادًا اتهم فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمحاولة الضغط عليه لتغيير شهادته، مؤكدًا أن كل ما قدمه من تفاصيل للمحكمة العليا مدعوم بوثائق رسمية.

بيان رسمي يؤكد دقة المعلومات

بدايةً، أوضح بار في بيانه أن جميع التفاصيل الواردة في الإفادة، سواء العلنية أو السرية، التي قدمها إلى المحكمة العليا، دقيقة بالكامل ومدعومة بالوثائق الرسمية. وأشار إلى أنه، كرئيس لجهاز أمني رسمي، فضّل تسليم تلك الوثائق مباشرة إلى المحكمة حفاظًا على النزاهة.

كما كشف أن مكتب رئيس الوزراء صاغ له رأيًا قانونيًا وطلب منه التوقيع عليه، بهدف تقييد قدرته على الشهادة الكاملة أمام المحكمة، وهو ما وصفه بمحاولة واضحة للتأثير على المسار القضائي.

اتهامات بالضغط والتدخل السياسي

من جهة أخرى، أشار رئيس الشاباك إلى ضغوط متكررة مارسها رئيس الوزراء للتأثير على الآراء المهنية، لافتًا إلى أنه طُلب منه نقل معلومات حساسة عن مواطنين إسرائيليين مشاركين في الاحتجاجات.

الأخطر من ذلك، بحسب بار، هو مطالبة نتنياهو له، في حال نشوب أزمة دستورية، باتباع أوامره الشخصية بدلاً من الالتزام بتعليمات المحكمة، ما اعتبره تجاوزًا خطيرًا لمبادئ النظام الديمقراطي.

ردّ على إفادة نتنياهو: اتهامات بعدم الدقة والتزييف

علاوة على ذلك، اتهم رونين بار نتنياهو بتضمين إفادته العديد من "أنصاف الحقائق" والاقتباسات المنحازة، مما يهدف إلى إخراج الوقائع من سياقها الحقيقي. وأوضح أن رئيس الوزراء تجاهل عمدًا التوجيهات العملياتية التي قدمت ليلة 7 أكتوبر، مدعيًا زورًا أن بار لم يوعز بنقل المعلومات الاستخباراتية، في حين أن السجلات التشغيلية توثق بوضوح عكس ذلك.

فشل استخباراتي وسياسات خاطئة

وفي سياق متصل، شدد رئيس الشاباك على أن الجهاز الأمني هو من استنفر المنظومة الأمنية ليلة الهجوم في 7 أكتوبر. وبينما تحمل قادة الأمن المسؤولية عن الفشل الاستخباراتي، أكد بار أن سياسة "التهدئة" وتمويل حركة حماس كانت قرارًا سياسيًا بحتًا فرضه نتنياهو شخصيًا.

ووفقًا لبار، فإن هذه السياسة الخاطئة ساهمت في تعزيز قوة حماس، وإضعاف قوة الردع الإسرائيلي، وأدت إلى تقديرات خاطئة في اتخاذ القرارات الأمنية المصيرية.

دعوة عاجلة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية

ختامًا، شدد رونين بار على أن الحاجة أصبحت ملحة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية ومستقلة لكشف الحقائق كاملة أمام الشعب الإسرائيلي، معتبرًا أن كشف الحقيقة هو حق لكل مواطن.

تصاعد الأزمة بين نتنياهو ورئيس الشاباك

تجدر الإشارة إلى أن الخلاف بين نتنياهو وبار يتصاعد بوتيرة متسارعة، مع تأكيد رئيس الشاباك أن بحوزته جميع الوثائق التي تثبت محاولات نتنياهو للتأثير على إفادته. من جانبه، يتعرض نتنياهو لانتقادات لاذعة بشأن مسؤوليته عن الفشل الأمني في مواجهة تهديدات حركة حماس.