رئيس "الأمن القومي الإسرائيلي": الدعم الشعبي الواسع يسمح لحماس بإعادة بناء قدراتها

profile
  • clock 28 يونيو 2025, 9:49:29 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

نشر مئير بن شابات، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي وأحد أبرز المحللين الأمنيين في إسرائيل، تحليلاً جديدًا يحذر فيه من خطر سماح إسرائيل لحماس بإعادة بناء قدراتها العسكرية بعد الحرب الجارية في قطاع غزة.

وجاء هذا المقال في معهد “مسغاف” للأمن القومي والاستراتيجي، وهو مركز أبحاث إسرائيلي يعبر عن رؤى أمنية إسرائيلية رسمية، ويعكس وجهة نظر استراتيجية تعتبر حماس "عدواً" يجب منعه من الترميم وإعادة التنظيم.

وبحسب ما كتبه بن شابات، فإن نهاية حرب الأيام الـ12 بين إسرائيل وإيران، إلى جانب المأساة الأخيرة المتمثلة في مقتل 7 من مقاتلي الهندسة الإسرائيلية في خان يونس، حوّلتا بسرعة الأضواء العامة نحو ساحة غزة. وأشار إلى أن التقارير حول استئناف الاتصالات بهدف التوصل إلى تسوية في قضية غزة – التي يصفها بأنها "عقبة" حالياً أمام التقدم – زادت في التوتر والتأهب. لكنه انتقد بشدة النقاش العام في إسرائيل، قائلاً إنه يكاد لا يعطي أي وزن لأحد أهم العوامل التي يجب أن يأخذها صانع القرار السياسي في الحسبان: وضع العدو.

وأوضح بن شابات أن الضربة التي تلقتها حماس من إسرائيل كانت قوية لكنها ليست قاتلة أو غير قابلة للانعكاس. ورغم أن قدرتها على تشكيل تهديد فوري وخطير – عبر إطلاق الصواريخ أو هجوم بري مثل 7 أكتوبر – قد سُلبت منها، إلا أنها قادرة على التعافي. وأكد أنها فقدت عدداً كبيراً من مقاتليها ومن وسائلها القتالية وقدراتها الإنتاجية، لكنها لا تزال قادرة على إعادة بناء نفسها.

وقال إن حماس تظل القوة الرئيسية في غزة، وإن مقاتليها وقياداتها يتحركون عبر الأنفاق ويستخدمون أسلوب حرب العصابات، منتظرين الفرصة للظهور مجددًا فوق الأرض بأمان. كما أشار إلى أن قيادة حماس في الخارج تعمل من دون عوائق، وتواصل إدارة نشاطها السياسي والإعلامي وجمع الموارد والتحضير لليوم التالي للحرب.

وشدد بن شابات على أن القدرات المتبقية في يد حماس والدعم الشعبي الواسع الذي تحظى به داخل غزة، كلها عوامل تسمح لها بإعادة بناء قدراتها – خاصة إذا تحققت بعض مطالبها ضمن اتفاق لوقف القتال.

كما استشهد الكاتب بتصريحات منسوبة إلى ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي نقلتها وسائل إعلام محلية هذا الأسبوع، حيث قال: "إذا توقفت إسرائيل عن القتال الآن وسحبت قواتها، فستتمكن حماس من إعادة السيطرة على السكان خلال شهر، ومن إعادة بناء نفسها عسكرياً خلال سنة". واعتبر بن شابات أن هذا التقدير يكشف طريقة تفكير الجيش الإسرائيلي، موضحًا أن وضع حماس ليس بالصعوبة التي قد توحي بها النقاشات العامة.

وانتقد بن شابات الطروحات التي تقول إن الجهد العسكري الإسرائيلي قد استُنفد، وإن الوقت حان لحل سياسي. ووفق هذا النهج الذي يعارضه، من المفترض نقل السيطرة المدنية إلى جهات "غير إسرائيلية" لا تنتمي إلى حماس وربما تعارضها، بهدف منع الحركة من التعافي. لكنه رفض هذا الطرح، معتبراً أنه يتجاهل ميزان القوى داخل القطاع، الذي يميل بوضوح لصالح حماس، ويتجاهل الدروس المستفادة من أساليب عملها.

وأضاف أن مثل هذا الإطار الحاكم الجديد قد يوفر لحماس غطاءً أو يحمي جهودها لإعادة البناء، بل وقد يقيّد حرية عمل إسرائيل أكثر مما يساعدها.

واختتم بن شابات تحليله بالتأكيد على أن الأهداف التي حددتها الحكومة الإسرائيلية للحرب في غزة لم تتحقق بعد، مع ضرورة فحص أسلوب التنفيذ وتطبيقه ميدانياً، وأهمية توحيد التوقعات مع الجمهور الإسرائيلي من أجل ضمان دعمه لهذه الأهداف.

التعليقات (0)