القانون الدولي الإنساني: إخفاق أم تجاهل؟

رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة: آلاف الأيتام في غزة يعيشون مأساة إنسانية غير مسبوقة

profile
  • clock 23 سبتمبر 2025, 1:45:10 م
  • eye 420
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

حذرت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة من الوضع الإنساني المأساوي الذي يعيشه آلاف الأيتام في قطاع غزة، مؤكدة أنهم يترددون بين الأنقاض ويضطرون إلى أكل الرمال وشرب المياه الملوثة للبقاء على قيد الحياة. وأكدت أن هذه الصور الصادمة تعكس حجم الكارثة التي يواجهها الأطفال المدنيون نتيجة استمرار الصراع والعمليات العسكرية في القطاع.

وأضافت المسؤولة الأممية أن الأطفال هم الأكثر تعرضًا للأذى في ظل استمرار الحصار والانتهاكات، مشددة على ضرورة تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف معاناتهم وتأمين حياة آمنة وكريمة لهم.

القانون الدولي الإنساني: إخفاق أم تجاهل؟

تطرقت رئيسة الجمعية العامة إلى دور القانون الدولي الإنساني في حماية المدنيين، قائلة: "عندما يُقتل المدنيون في غزة، هل فشل القانون الإنساني في حمايتهم؟" وأشارت إلى أن استمرار استهداف الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس يشكل خرقًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، داعية جميع الأطراف إلى احترام الالتزامات الدولية وتوفير الحماية للمدنيين.

وأوضحت أن إخفاق حماية المدنيين لا يمكن تفسيره بالتقصير القانوني وحده، بل يرتبط أيضًا بعدم وجود آليات فعالة لرصد الانتهاكات وفرض العقوبات على منتهكي القانون الدولي. وشددت على أن غياب المساءلة يؤدي إلى استفحال الجرائم ضد الإنسانية ويترك الأطفال الأكثر ضعفًا في مرمى الخطر المستمر.

الوضع الصحي والغذائي في غزة: أزمة مستمرة

حذرت المسؤولة الأممية من تدهور الوضع الصحي والغذائي في غزة نتيجة الحصار المستمر ومنع دخول المواد الأساسية، مثل الغذاء والدواء والمياه النظيفة. وأشارت إلى أن آلاف المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن، يعانون من سوء التغذية، والأمراض المعدية، ونقص الرعاية الطبية الأساسية.

وأوضحت أن الظروف الحالية أدت إلى ارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال، كما ساهمت في انتشار أمراض مزمنة بسبب تلوث المياه وانعدام النظافة. وحذرت من أن استمرار الوضع على هذا النحو قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر وأكثر تعقيدًا في المستقبل القريب.

التدخل الدولي العاجل: حماية المدنيين وتأمين المساعدات

دعت رئيسة الجمعية العامة المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين في غزة، مؤكدة ضرورة توفير وصول آمن للمساعدات الإنسانية. وطالبت بإنشاء ممرات إنسانية لتوصيل الغذاء والدواء والمياه النظيفة، بالإضافة إلى دعم البنية التحتية الصحية المتضررة.

وأكدت أن الدعم الدولي يجب أن يشمل متابعة دقيقة للانتهاكات، وتوفير الحماية القانونية للأطفال والمدنيين، وتفعيل آليات المساءلة لضمان عدم إفلات المسؤولين عن الجرائم من العقاب. كما شددت على ضرورة تنسيق جهود الأمم المتحدة مع منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية الدولية لتخفيف المعاناة.

الأطفال والمستقبل: أثر الصراع على الأجيال القادمة

أوضحت المسؤولة الأممية أن الأطفال الذين يعيشون في غزة سيحملون آثار الصراع مدى حياتهم، مؤكدة أن تعرضهم للعنف والحرمان من أساسيات الحياة يشكل تهديدًا مستدامًا لتنمية المجتمع الفلسطيني. وأضافت أن الآثار النفسية والعاطفية طويلة المدى قد تؤدي إلى ظهور جيل يعاني من اضطرابات نفسية واجتماعية، مما يزيد من صعوبة تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة مستقبلاً.

وحذرت من أن الأطفال الأيتام، الذين فقدوا أسرهم وأهاليهم، هم الأكثر عرضة للاستغلال والانخراط في أعمال عنف، إذا لم يتم تأمين بيئة آمنة لهم ودعمهم نفسيًا واجتماعيًا. وأكدت على أن حماية هؤلاء الأطفال مسؤولية دولية جماعية تتطلب تحركًا عاجلًا.

أهمية احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان

شددت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة على ضرورة الالتزام بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان، مؤكدة أن حماية المدنيين، خصوصًا الأطفال، يجب أن تكون أولوية قصوى لكل الأطراف. وأشارت إلى أن الإفلات من العقاب والانتهاكات المستمرة يهددان ركائز القانون الدولي ويزيد من حالة الفوضى والصراع في المنطقة.

ودعت المجتمع الدولي إلى فرض العقوبات على المسؤولين عن الانتهاكات، ومتابعة التحقيقات الجنائية الدولية، وتفعيل آليات الرقابة لضمان تطبيق القانون بشكل فعّال وشفاف، بما يسهم في حماية المدنيين ووقف المجازر المستمرة.

التعليقات (0)