تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

أكدت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أنالينا بيربوك، في تصريحات عاجلة نقلتها قناة الجزيرة، أن آلاف الأطفال في قطاع غزة يعيشون ظروفًا إنسانية مأساوية، حيث يضطرون إلى أكل الرمال وشرب مياه ملوثة بسبب نقص الغذاء والمياه الصالحة للشرب. وأشارت بيربوك إلى أن هذا الوضع يعد نتيجة مباشرة لاستمرار الحصار والعمليات العسكرية، التي تركت القطاع على حافة الكارثة الإنسانية.

نقص الغذاء والمياه يفاقم الأزمة

أوضحت بيربوك أن الأطفال في غزة يعانون من نقص حاد في الغذاء، ما أدى إلى انتشار حالات الجوع الشديد وسوء التغذية بين الشبان والصغار. وأضافت أن استمرار الحصار على المعابر ومنع وصول المساعدات الإنسانية أسهم في تفاقم الأزمة، ما يجعل الملايين من السكان يعيشون في ظروف غير إنسانية، ويزيد من خطر انتشار الأمراض والأوبئة.

كما أشارت إلى أن المياه الملوثة تشكل تهديدًا مباشرًا على صحة الأطفال، حيث يعتمد الكثيرون على مياه غير صالحة للشرب، ما يؤدي إلى تفشي الأمراض المعوية وأمراض الجهاز الهضمي، خاصة بين الفئات العمرية الصغيرة.

انتهاك القانون الإنساني الدولي

في حديثها، شددت بيربوك على أن ما يحدث في غزة يثير أسئلة جدية حول فاعلية القانون الإنساني الدولي في حماية المدنيين، وخصوصًا الأطفال، في مناطق النزاع. وقالت: "عندما يُقتل المدنيون ويُجبر الأطفال على أكل الرمال، هل القانون الإنساني قد أخفق في حمايتهم؟"

وأضافت أن استمرار هذه الممارسات يشكل تهديدًا للسلام والاستقرار في المنطقة، ويزيد من معاناة الأبرياء الذين لم يشاركوا في أي أعمال قتالية، مؤكدًة أن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية قصوى لجميع الأطراف.

دعوات عاجلة للمجتمع الدولي

دعت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لإنقاذ الأطفال في غزة، وتأمين وصول الغذاء والمياه الصالحة للشرب والمساعدات الطبية بشكل عاجل. كما أكدت أن الأمين العام للأمم المتحدة والأجهزة المعنية بالإنسانية يجب أن يضعوا خططًا عملية لإنقاذ المدنيين ومنع وقوع المزيد من الكوارث الإنسانية.

كما أكدت بيربوك على ضرورة مساءلة المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان والالتزام بالقانون الدولي الإنساني، لضمان ألا تتحول غزة إلى نموذج دائم لمعاناة الأطفال في النزاعات المسلحة.

التحديات أمام المساعدات الإنسانية

وأشارت بيربوك إلى أن عمل المنظمات الإنسانية في غزة يواجه صعوبات كبيرة بسبب القيود المفروضة على دخول الإمدادات وتهديدات الأمان المستمرة، ما يعيق تقديم الدعم الطبي والغذائي للأطفال والعائلات المتضررة. وحثت بيربوك جميع الأطراف على ضمان حماية العاملين في المجال الإنساني، وتسهيل وصول المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررًا دون عراقيل.

التزام المجتمع الدولي بحقوق الأطفال

في ختام حديثها، شددت رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة على أن حماية الأطفال في النزاعات المسلحة ليست خيارًا، بل واجب إنساني وقانوني. وأوضحت أن المجتمع الدولي مطالب بالتحرك الفوري لتخفيف معاناة آلاف الأطفال في غزة، وضمان حصولهم على الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الطبية الأساسية، بما يتماشى مع الالتزامات الدولية.

وقالت بيربوك: "كل يوم يمر بدون تحرك إنساني يزيد من حجم الكارثة ويهدد مستقبل الأطفال ويخلق جيلًا آخر من الضحايا الأبرياء".