حوارات الخبير محند أمقران.. ياسمينا أوفشينا: العمل الإنساني والتنموي مترابط ومعاييرهما مرتبطة بالسياقات الاجتماعية للمستهدفين

profile
  • clock 13 سبتمبر 2025, 8:23:45 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ياسمينا أوفشينا

هي من بين الكفاءات الوطنية التي تشتغل و تجمع بين العمل الإنساني و التنموي في البوسنة و الهرسك ، عاشت الحرب و تعرف ويلاتها  كان لي هذا الحوار الخاص بمتتبعي موقع “180 تحقيقات”.
 
السيدة اوفشينا عملك في مشاريع التنمية و العمل الإنساني يجمع بين عدة معايير و مقاربات ،هل يمكنك أن تشرحي لنا بالضبط طبيعة هذا العمل ؟ 
▪︎ اسمي ياسمينة اوفشينا،أشتغل في المنظمة الإيطالية الغير حكومية "اللجنة الدولية لتنمية الشعوب"،كممثلة لبلدي البوسنة و الهرسك،ومديرة مشروع.


أشتغل في مشاريع التنمية و الإغاثة الإنسانية منذ 1994 .  أين كنت مرغمة على تغيير وضعيتي كأستاذة و الإنتقال للعمل في وكالات التنمية و الإغاثة الإنسانية في الفترة التي كانت فيها بلادي البوسنة و الهرسك في حرب من 1992إلى 1995م. أول عمل لي في هذا القطاع كان على علاقة بإعادة اللاجئين و النازحين ،خاصة النساء و الأطفال الذين أضاعوا كل شيء ،عائلاتهم و منازلهم .كانت مرحلة صعبة أين كنت أخاف على حياتي ولكن في نفس الوقت ، نفهم أن هناك أشياء غير جميلة تحيط بنا ،و تنسى كل شيء المهم أن ترحل . 
 

لهذا كنت سعيدة جدا ،عندما انتهت الحرب وعندما بدأنا في إعادة الإعمار و الإنطلاق في المشاريع التنموية و التي تعنى بالاشتغال على تمكين و تقوية العلاقات الإجتماعية في البوسنة و الهرسك .لم يتجلى الأمر ،فكل الذين قتلوا لم يعثر عليهم منذ ثلاثين سنة ،لكني مقتنعة بأني أمثل جزءا من نظام يساعد على نمو بطيء وهاديء لبلدي من أجل مستقبل واعد . اشتغلت في مشاريع لعودة اللاجئين و النازحين إلى ديارهم،بناء منازل لهم ،شق و تعبيد الطرقات ، التزويد بأنظمة الماء و الكهرباء،بناء مدارس و خلق فرص لضمان مداخيل.

في السنوات القليلة الماضية اشتغلت على مشاريع التنمية المستدامة و التي كانت تهدف لحماية البيئة و خلق مناصب جديدة للشغل .

هل هناك معايير خاصة للتدخل مع جماهير مستهدفة بعينها؟


▪︎بطبيعة الحال ،تدخلاتنا مخطط لها و مرتبطة بالإحتياجات الخاصة بمجموعة أو إقليم. كل التدخلات منظمة عن طريق نظام تسيير للمنظمات الذي يشتمل على قانون للتسيير و قانون السلوك الحسن .


عندما نشتغل على جماهير معينة كالأطفال ،النساء ،ذوي الاحتياجات الخاصة ،الفئات التي تعاني من البطالة ،فنحن نعتبرهم كمجموعات خاصة ،ضمن إطار تدخلنا لنضمن أن تحظى بكل العناية و التأثير في إطار أهداف تدخلنا . 
    
تعمل منظمتكم الغير حكومية على تثمين المواطنة الفعالة ، ماهي درجة رضاكم على آثار نشاطاتكم و مشاريعكم؟

 

▪︎بالنسبة لي تثمين المواطنة الفعالة ،يعني تمكين الجماهير من الإلتزام الفعال داخل المجموعات و في إطار مسار ديمقراطي. 
التربية على المواطنة بما فيها الحقوق و المسؤوليات و القيم الديمقراطية و الحملات العمومية ،هي من بين الوسائل التي تمهد لمشروعنا. 
هناك مجهود خاص ،نوليه لفئة الشباب الملتزمة و الفعالة ،في إطار مجموعتنا ،خاصة في مسار صناعة القرار .
ترمي مشاريعنا لخلق الشروط الأساسية لتمكين المواطنين من الولوج إلى كل المنظومات التقنية و التمويلية للمشاريع ،القرارات و تعيين الفئات المستهدفة و ضمان التسيير الحسن للأموال المحصلة أيضا مشاريعنا تضمن حوارا متعدد الثقافات لبناء الثقة و التعاون .
المواطنة الفعالة في البوسنة و الهرسك عرفت مبادرات جد هامة لكن الرضى الشعبي على هذه المبادرات مرتبط بالجهة و تعداد السكان أو الديمغرافيا و الوضعية السياسية .المظاهر المتعلقة بالإحتقان السياسي و الإنقسامات العرقية و الوطنية و الميزانيات المحدودة ترهن فعالية البرامج المدنية ،فالكثير من المواطنين يعبرون عن إحباطهم من التأثيرات المحدودة و غياب الشفافية و التغيير على مستوى المؤسسات . 

 

ماهي درجة مشاركة و تفاعل شركائكم مع مشاريعكم و نشاطاتكم؟

▪︎درجة مشاركة وتفاعل شركاؤنا المؤسساتيين و الفاعلين على مستوى المجتمع المدني في مشاريعنا ،يبقى هاما جدا . البلديات و الوزارات تتعاون بفعالية مع منظمتنا في البرامج و النشاطات . المنظمات الغير حكومية و المنظمات المدنية هي قوة دفع للإلتزامات المدنية ، حقوق الإنسان و التنمية المحلية .
تدعو منظمتنا لمقاربة تشاركية و شفافة للمشاريع و أهدافها و للتخطيط و التسيير الجيد لضمان مشاركة كل الشركاء و المتعاونين . 
       
 

ماهو رأيك حول وضعية العمل الإنساني في بلدكم البوسنة و الهرسك و في منطقة الشرق الأوسط ،خاصة الوضعية في غزة ؟

▪︎أغلبية مواطني البوسنة و الهرسك متعاطفون مع مواطني غزة . تتميز ذاكرتنا بمعاناة ،فالصور التي نراها كل يوم ،تصدمنا كثيرا . أعتقد وهذا رأيي الخاص ،أن حجز و تعطيل المساعدات الانسانية و القصف اليومي و تسييس الإعانة و المساعدات الإنسانية يعقد من الوضعية في غزة . 
عندما تكون المساعدات الإنسانية مرتبطة بأهداف واعدة .إيصال هذه المساعدات يتعرض لتناقض بين الوعود الاستراتيجية و الاحتياجات المعبر عنها من طرف الجماهير المستهدفة.
        
هل تظنين أن المعايير الحالية للعمل الإنساني في تناغم مع احتياجات الفئات المستهدفة؟

▪︎من الصعب جدا أن تكون هناك معايير موحدة للعمل الإنساني ،خاصة و أن الجماهير المستهدفة تعيش في سياقات إجتماعية مختلفة ،تحدد المعايير وفق صورة واضحة لما يجري في أقاليم معينة و في بلد واحد .
هناك العديد من العراقيل اللاموضوعية التي يجب أخذها بعين الاعتبار و التي تؤثر ايجابا أو سلبا على تشكل هذه المعايير .

شكرا جزيلا السيدة ياسمين اوفشينا على إتاحة الفرصة للتعرف على عملك المهم جدا و نتمنى لك كل التوفيق .
▪︎شكرا لك السيد محند أمقران .

التعليقات (0)