تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

تشهد الأوساط السياسية الفلسطينية والإقليمية حراكًا لافتًا بعد الإعلان عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة، حيث أكدت مصادر قريبة من حركة حماس أن قيادة الحركة بدأت، اليوم الثلاثاء، سلسلة من المشاورات الداخلية والخارجية لدراسة الخطة بشكل معمق، بمشاركة أطرها السياسية والعسكرية داخل فلسطين وخارجها، وبالتنسيق مع الفصائل الفلسطينية. وأوضح المسؤول الفلسطيني المطلع، والمقرب من الحركة، أن حماس تسعى للخروج برد وطني موحد يمثلها ويمثل قوى المقاومة كافة، لافتًا إلى أن هذه المشاورات قد تستمر عدة أيام قبل أن يتم الإعلان عن موقف نهائي.

وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن الحركة تعهدت بدراسة المقترح الأمريكي بمسؤولية، مؤكدة أن وفد حماس المفاوض وعد بإعطاء الخطة ما تستحقه من نقاش في الأطر المختلفة. وأوضح المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، أن بلاده ستجري اليوم الاثنين مباحثات مع ممثلين عن الحركة ومسؤولين أتراك للتشاور بشأن الخطة ومآلاتها، في وقت يتواصل فيه الترقب لموقف الفصائل الفلسطينية مجتمعة من المبادرة التي أيدها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو.

هذا التوازي بين التحركات الداخلية لحماس وبين الجهود الدبلوماسية القطرية والتركية يعكس إدراكًا من أطراف متعددة لخطورة المرحلة، وحاجة الموقف الفلسطيني إلى تنسيق عالٍ قبل الإعلان عن قرار رسمي. إذ يضع مقترح ترامب الحركة أمام اختبار مزدوج، يتمثل في كيفية إدارة مشاوراتها مع فصائل المقاومة من جهة، وكيفية التعامل مع الضغوط الأمريكية والإسرائيلية المتزايدة من جهة أخرى، بينما تتابع دول إقليمية ودولية التطورات باهتمام بالغ لما قد تحمله من انعكاسات على مستقبل غزة والقضية الفلسطينية ككل.