حريق سنترال رمسيس: السيطرة على الكارثة وعودة الاتصالات تدريجيًا رغم الأضرار الجسيمة

profile
  • clock 8 يوليو 2025, 12:52:04 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو يالمصري

أعلن الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات المصري أن جميع خدمات الاتصالات، بما فيها الإنترنت، عادت تدريجيًا إلى طبيعتها بعد السيطرة على الحريق الضخم الذي ضرب سنترال رمسيس. وأكد الوزير أن الخدمات ستعود بالكامل خلال 24 ساعة، مطمئنًا المصريين بأن هناك شبكة بديلة تم تفعيلها بنقل الخدمات إلى أكثر من سنترال، نافيا اعتماد البلاد على سنترال واحد فقط.

وخلال تفقده موقع الحريق في وسط القاهرة، أوضح الوزير أن سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة لأيام بسبب حجم الأضرار الكبير، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ على استكمال نقل الخدمات إلى السنترالات البديلة. كما شدد على أن معظم الخدمات الحيوية، مثل النجدة والمطافئ والإسعاف ومنظومة الخبز والمطارات والموانئ، تعمل بشكل طبيعي في أغلب المحافظات، باستثناء بعض الأعطال الجزئية في مناطق محدودة يتم إصلاحها بشكل عاجل.

حجم الأضرار وأسباب الحريق

تسببت النيران الهائلة التي اندلعت مساء الاثنين في انقطاع الإنترنت وعطل في شبكات المحمول والاتصالات في مناطق واسعة. وأظهرت المتابعة أن الحريق اندلع في إحدى صالات الطابق السابع المخصصة لاستضافة مشغلي الاتصالات، والتي تضم غرفًا منفصلة لكل شركة.

رغم تجهيز هذه الصالات بأنظمة إطفاء ذاتية وإجراءات أمنية، إلا أن شدة النيران وامتدادها للطوابق الأخرى حالت دون إخمادها بسرعة، ما تطلب تدخلًا مكثفًا من الحماية المدنية التي عملت لساعات طويلة على إطفاء الحريق ومنع تجدده. وأوضح الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن فرق الإطفاء سيطرت على الحريق وبدأت في عمليات التبريد الدقيقة لمنع أي اشتعال جديد.

خسائر بشرية مؤلمة وجهود طبية واسعة

أسفر الحريق عن وفاة 4 من موظفي الشركة المصرية للاتصالات كانوا في موقع العمل لحظة اندلاع النيران، حيث جرى نقل جثامينهم إلى مشرحة زينهم تمهيدًا لدفنهم بعد تصريح النيابة العامة. وأعلنت وزارة الصحة عن إصابة 14 شخصًا آخرين جراء الحريق، بينهم حالات اختناق، فيما تم الدفع بـ17 سيارة إسعاف مجهزة لنقل المصابين إلى المستشفيات القريبة، مع علاج بعض الحالات ميدانيًا.

كما فرضت قوات الحماية المدنية سياجًا أمنيًا حول المبنى ومنعت اقتراب المدنيين، في حين دفعت بـ5 سيارات إطفاء وعدد كبير من العناصر لمحاصرة النيران وإخمادها، وسط متابعة دقيقة من قيادات وزارة الداخلية ومحافظة القاهرة.

تداعيات كبيرة على شبكات الاتصالات

كشف الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن الحريق أدى إلى تلف بعض الكابلات الرئيسية والسيرفرات الحيوية، مما تسبب في تأثر خدمات الإنترنت الثابت وخدمات المحمول لدى شركات الاتصالات الثلاث بشكل نسبي. وأكد الجهاز أنه تم البدء في إعادة توجيه الدوائر المتأثرة إلى سنترالات أخرى، بالتنسيق مع الفرق الفنية في الشركة المصرية للاتصالات وشركات المحمول لضمان استمرار الخدمة وتقليل الأعطال.

سنترال رمسيس: تاريخ وموقع استراتيجي

يقع سنترال رمسيس في قلب العاصمة المصرية بشارع رمسيس، ويُعد من أقدم وأهم مراكز الاتصالات في مصر، حيث افتتح عام 1927 على يد الملك فؤاد الأول. وهو مركز رئيسي لتشغيل الإنترنت وربط أغلب المدن والمحافظات المصرية بشبكة الاتصالات الوطنية، ما جعل حادث الحريق في قلب القاهرة ذا تأثير بالغ على حياة الملايين وحساسًا للغاية بالنسبة للأمن المعلوماتي والخدمات اليومية.

جهود مستمرة وتحقيقات موسعة

أكدت وزارة الاتصالات والجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن عمليات الإصلاح وإعادة توزيع الخدمات مستمرة دون توقف، مع متابعة حالة الشبكات على مدار الساعة، لضمان عودة الخدمة الكاملة بأسرع وقت ممكن. وفي المقابل، باشرت النيابة العامة تحقيقاتها، وأمرت بندب خبراء المعمل الجنائي لتحديد أسباب الحريق بدقة، ووجهت بتشكيل لجنة هندسية لتقييم الأضرار والتأكد من سلامة المبنى الهيكلية، في إطار ضمان عدم تكرار مثل هذه الكارثة مستقبلا.

التعليقات (0)