-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
جوع الأطفال في غزة.. "الرغيف أصبح كنزًا"
ماء مفقود.. وكهرباء غائبة
جوع الأطفال في غزة.. "الرغيف أصبح كنزًا"
-
2 يوليو 2025, 3:21:53 م
-
425
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في قلب خيامٍ نسجتها الحاجة لا الرغبة، تتكرر المأساة في غزة، حيث لم يعد النجاة من القصف نهاية الألم، بل بداية فصل جديد من العذاب، اسمه: العيش في خيام تُشبه الأفران وتُهدد بالبؤس اليومي.
هنا غزة، في حزيران، حيث تتلاقى حرارة الشمس مع لهيب الاحتلال، لينتج موتٌ بطيء داخل خيام النازحين.
خيام تقتل بصمت: "مقابر مؤقتة تحت الشمس"
ليست هذه الخيام ملاذًا، بل قماشٌ خفيف يخنق أكثر مما يحمي. يصفها أهلها بـ"المقابر المؤقتة"، حيث الحرارة تخنق الصدر والعرق لا يتبخر، بل يتراكم فوق التعب.
في النهار، اللهيب يحبس الأنفاس. وفي الليل، لا نوم ولا راحة، بل انتظار ليوم آخر قد يكون أكثر قسوة.
ماء مفقود.. وكهرباء غائبة: كأنها أحلام بعيدة
الكهرباء؟ مفقودة. الماء؟ معركة يومية. النازحون يصطفّون لساعات من أجل عبوة ماء. الاستحمام ترف. غسل الجروح مخاطرة. والشرب بالكاد يكفي البقاء على قيد الحياة.
معاناة يومية يتجرعها الكبار والصغار، بلا مكيّفات، بلا مراوح، بل بعرق ودموع وشمس لا ترحم.
أصبحت وجبة واحدة في اليوم إنجازًا. ينظر الأطفال إلى الخبز كما لو أنه كنز، وتقسّم الأمهات الأرز لا بالطناجر، بل بالدموع والحرقة.
المساعدات تصل أحيانًا، لكنها لا تكفي لسد رمق مليونَي نازح، في ظل انهيار شبه كامل لكل أشكال الدعم الإنساني.
غزة تحت الشمس… والمجتمع الدولي في الظل
بين خيام النزوح ومعسكرات الحر، ينتظر الناجون من القصف من يُنقذهم من القهر اليومي. لكن الصمت هو العنوان. لا قرارات عاجلة، ولا تدخل حقيقي، ولا إنسانية في زمن العجز الدولي.
في غزة، لا تُشعل الحرب فقط بالقنابل، بل بالتجاهل والخذلان وغياب الكهرباء والماء والطعام.
في غزة حزيران، المأساة ليست عنوانًا عابرًا، بل واقعًا دائمًا… والسماء التي لا تُمطر، تَشهد. وحتى يعود الهواء، وتُضاء المصابيح، وتُقدّم الوجبات بلا حسرة… تبقى الخيام شاهدة على صيفٍ يكتب بلهيبه فصول النكبة المستمرة.








