تكبير الخط تصغير الخط

اعداد : رامي أبو زبيدة 

في خضم الحرب المتصاعدة بين إيران و"إسرائيل"، تتجه أنظار المحللين العسكريين ليس فقط إلى الصواريخ والمسيرات، بل إلى الجغرافيا كعنصر حاسم في ميزان المعركة. وهنا، تبرز جبال زاغروس بوصفها أحد المفاتيح الجغرافية-الاستراتيجية الأهم في أي مواجهة مفتوحة مع إيران.

معلومة جغرافية:

تُعد سلسلة جبال زاغروس واحدة من أضخم السلاسل الجبلية في العالم، تمتد غرب وجنوب غرب إيران على مساحة تقارب 450,000 كلم²، بامتداد طويل يتقاطع مع حدود العراق وتركيا. بعض قممها تتجاوز 4500 متر، وأبرز مدنها الحيوية: كرمنشاه، إيلام، ياسوج، شهركرد.

ما علاقة زاغروس بالحرب الإيرانية الإسرائيلية؟

1. ملاجئ طبيعية للبنية التحتية النووية والعسكرية

تحتوي سلسلة زاغروس على شبكات أنفاق وقواعد تحت الأرض يُعتقد أن إيران أنشأتها خصيصًا لحماية منشآت نووية وصاروخية من القصف الجوي، ومن أبرزها ما يُعتقد أنه منشآت مرتبطة بمجمع فوردو النووي قرب قم.

2. درع دفاعي أمام الهجمات الجوية الإسرائيلية

تعقيد تضاريس زاغروس يمثل تحديًا كبيرًا أمام سلاح الجو الإسرائيلي، خاصة في تنفيذ عمليات دقيقة تستهدف منشآت محصّنة في عمق الجبال، وهو ما يفسر عدم القدرة الإسرائيلية على تدمير منشأة فوردو رغم الضربات المكثفة.

3. عمق استراتيجي للصمود الإيراني

وجود مخازن صواريخ وأنظمة قيادة وسيطرة داخل عمق الجبال يوفر مساحة من المناورة أمام إيران، ويُضعف فاعلية القصف الجوي المفاجئ. لذا فإن جبال زاغروس ليست مجرد عائق طبيعي، بل ركيزة دفاعية متكاملة.

4. زاغروس.. عقبة أمام الخيار الأميركي

حتى في حال تدخل الولايات المتحدة، فإن أي عملية برية أو حتى قصف مكثف يتطلب اختراق تحصينات داخل زاغروس، وهو ما قد يتطلب استخدام قنابل خارقة من نوع GBU-57، بل وتدخل بري محدود أو دعم استخباري ميداني متقدم.

لماذا هذا مهم الآن؟
 

مع تصاعد الحديث عن قرب استهداف منشأة فوردو، واشتداد الجدل داخل إسرائيل وأوساط الاستخبارات الأميركية حول فاعلية القصف الجوي فقط، تظهر جبال زاغروس كـ"حصن جغرافي" يمنح طهران موقعًا تفاوضيًا وميدانيًا أقوى، وقد يُطيل أمد المعركة ويحيلها إلى حرب استنزاف ممتدة في عمق التضاريس الإيرانية.

ليست الصواريخ وحدها ما يحدد مآلات الحرب، فالجغرافيا تقاتل أيضًا، وزاغروس تقاتل الآن بصمتٍ صخريٍ رهيب.