-
℃ 11 تركيا
-
20 يونيو 2025
تكتيكات إسرائيل الدعائية: لماذا تضخّم تل أبيب خسائرها من الضربات الإيرانية؟
الضحية تتحول إلى مشروع انتقام
تكتيكات إسرائيل الدعائية: لماذا تضخّم تل أبيب خسائرها من الضربات الإيرانية؟
-
20 يونيو 2025, 5:08:29 ص
-
414
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الضربات الإيرانية على تل أبيب
في خضم الصراع المحتدم في الشرق الأوسط، تبرز إسرائيل كلاعب رئيسي ليس فقط على ساحة المعركة، بل أيضًا في ساحة الإعلام والدعاية النفسية. وفي هذا السياق، قدّم الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة بغداد، تحليلًا عميقًا ومهنيًا لتفسير الأهداف الدعائية الكامنة وراء تضخيم إسرائيل لحجم خسائرها من الضربات الإيرانية.
ذكريات أكاديمية... وبداية فهم المنهج الإسرائيلي
يستذكر الدكتور الدليمي اختياره لموضوع الإعلام والدعاية الإسرائيلية في دراساته العليا، مؤكدًا على حرفية ودهاء الأجهزة الدعائية في إسرائيل. فقد ألّف عدة كتب ورسائل أكاديمية في هذا الاتجاه، مما مكّنه من قراءة المشهد الإعلامي الإسرائيلي الحالي بوعي نقدي واستراتيجي.
السؤال المحوري: لماذا تُضخِّم إسرائيل خسائرها؟
وفقًا لتحليله، فإن تضخيم الخسائر من الضربات الإيرانية لا يحدث عشوائيًا، بل يتم وفق حسابات دقيقة وأهداف متعددة، من أبرزها:
1. كسب تعاطف المجتمع الدولي
من خلال تقديم نفسها كدولة "ضحية"، تسعى إسرائيل إلى:
كسب تأييد الغرب، لا سيما الولايات المتحدة.
تبرير أي رد عسكري محتمل ضد إيران أمام المجتمع الدولي.
ترسيخ صورة إسرائيل كمعتدى عليها في وسائل الإعلام العالمية.
2. توجيه الرأي العام الداخلي
بالاعتراف بحجم الأضرار، فإن القيادة الإسرائيلية:
تُهيئ الشارع النفسيًّا لقرار الحرب.
تعزز الوحدة الوطنية في مواجهة "التهديد الخارجي".
تبرر أي فشل في الردع العسكري السابق.
3. استثمار اللحظة سياسيًا
في أوقات التوتر الداخلي، كما هو الحال أحيانًا في عهد حكومة نتنياهو، يُستخدم التهويل الإعلامي:
لإخماد صوت المعارضة.
وتحشيد الدعم الشعبي تحت شعار "أمن إسرائيل فوق كل شيء".
على الجانب الآخر: متى ولماذا تُقلّل إسرائيل من حجم خسائرها؟
ومع ذلك، فإن إسرائيل غالبًا ما تُقلّل من خسائرها في الظروف الاعتيادية، وذلك للحفاظ على:
صورة الدولة القوية التي لا تُقهر.
هيبة الردع أمام خصومها كإيران، حزب الله، وحماس.
توازنها النفسي والعسكري أمام شعوبها وجيرانها.
التفسير الأرجح: التضخيم الإعلامي كجزء من استراتيجية الردع
يشير الدكتور الدليمي إلى أن الاعتراف الجزئي والتضخيم النسبي في حالة القصف الإيراني المباشر (مثل قصف أبريل 2024) كان مقصودًا، ومن أبرز أسبابه:
تهيئة الرأي العام لردّ عسكري قوي.
الحصول على دعم غربي فوري لتقوية الدفاعات، مثل القبة الحديدية.
تصوير إيران كتهديد دولي، وليس مجرد خصم إقليمي.
إحداث صدمة إعلامية داخلية تبرر حالة الطوارئ.
الضحية تتحول إلى مشروع انتقام
يرى الدكتور الدليمي أن إسرائيل تفهم جيدًا كيف تستخدم “الخسارة” كسلاح دعائي، بحيث لا تُقاس فقط بعدد الضحايا أو حجم الدمار، بل أيضًا بما يُقال عنها إعلاميًا. فإسرائيل تعرف كيف تحوّل نفسها من "ضحية" إلى "صاحبة الحق في الانتقام" — وهي إحدى أبرز أدوات الحرب النفسية في القرن الحادي والعشرين.








