-
℃ 11 تركيا
-
5 سبتمبر 2025
تقرير أممي: أكثر من 21 ألف طفل في غزة يعانون من إعاقات بسبب الحرب الإسرائيلية
موقف الأونروا وتحذيراتها
تقرير أممي: أكثر من 21 ألف طفل في غزة يعانون من إعاقات بسبب الحرب الإسرائيلية
-
3 سبتمبر 2025, 3:50:35 م
-
422
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
تواصل الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة التدهور بشكل خطير منذ بدء الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وفي تقرير صادم، كشفت اللجنة الأممية المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة أن أكثر من 21 ألف طفل فلسطيني أصبحوا من ذوي الإعاقة نتيجة القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية خلال العامين الماضيين.
هذه الإحصائية المروعة تسلط الضوء على حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الأطفال في القطاع، وتبرز الحاجة العاجلة إلى تدخل دولي فعّال لوقف الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين.
أرقام مفزعة عن إصابات الأطفال
بحسب التقرير الأممي، فإن 40,500 طفل فلسطيني أصيبوا منذ بداية الحرب، وقد أصبح أكثر من نصف هؤلاء الأطفال يعانون من إعاقات دائمة. هذه الأرقام تعكس أن الحرب لم تكتفِ بإزهاق الأرواح وتدمير البيوت والبنية التحتية، بل تركت أيضًا آثارًا طويلة الأمد على مستقبل عشرات الآلاف من الأطفال الذين كان من المفترض أن يعيشوا حياة طبيعية مليئة بالأمل.
المرافق الطبية شبه المنهارة
أشارت اللجنة الأممية إلى أن الوضع الصحي في غزة كارثي، حيث يعمل فقط 50% من المرافق الطبية بشكل جزئي. هذا النقص الحاد في الخدمات الطبية يجعل من المستحيل تقريبًا توفير الرعاية الصحية اللازمة للأطفال ذوي الإعاقة، الذين يحتاجون إلى علاج متخصص وأجهزة مساعدة لإعادة التأهيل. ومع الحصار ونقص الأدوية، يظل هؤلاء الأطفال ضحايا مزدوجين للحرب والإهمال الصحي.
النزوح المتكرر ومعاناة الأسر
أوضح التقرير أن مئات الآلاف من سكان قطاع غزة اضطروا إلى النزوح مرات عديدة بسبب العدوان الإسرائيلي. هذه التحركات القسرية تزيد من معاناة الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم، حيث يجدون صعوبة بالغة في الحصول على الغذاء والدواء والمأوى الملائم. في ظل غياب البنية التحتية المناسبة، تتحول حياة هؤلاء الأطفال إلى معركة يومية من أجل البقاء.
غياب الحماية الدولية
أكدت اللجنة أن ما يجري في غزة "مقلق للغاية" وأن المدنيين، بما فيهم ذوو الإعاقة، لا يحظون بأي حماية فعلية من آلة الحرب الإسرائيلية. ورغم أن القانون الدولي الإنساني يلزم بحماية الفئات الأكثر ضعفًا، إلا أن الواقع يكشف عن تجاهل صارخ لهذه الالتزامات. الأسوأ من ذلك أن "إسرائيل" رفضت التعاون مع عمل اللجنة الأممية، مما يعرقل أي محاولة لتوثيق الانتهاكات ومحاسبة المسؤولين عنها.
موقف الأونروا وتحذيراتها
من جهتها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من الوضع المأساوي لذوي الإعاقة في القطاع. وأشارت إلى أن الأطفال والبالغين من ذوي الاحتياجات الخاصة يعانون من انعدام الأجهزة المساعدة مثل الكراسي المتحركة وأدوات السمع، إضافة إلى ندرة الدعم النفسي والاجتماعي. وأكدت الوكالة أن هذه الفئة تواجه عوائق أكبر من غيرها في ظل انعدام الغذاء والرعاية الصحية، وهو ما يفاقم من حجم المأساة الإنسانية.
الإبادة الجماعية في غزة
يتزامن هذا التقرير مع ما وصفته منظمات حقوقية دولية بأنه إبادة جماعية إسرائيلية ضد سكان قطاع غزة، تُرتكب منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 بدعم أمريكي مباشر. وتشمل هذه الإبادة:
القتل الجماعي للأطفال والنساء.
التجويع المتعمد كأداة حرب.
التدمير الممنهج للبنية التحتية والمنازل.
التهجير القسري لمئات الآلاف.
الاعتقال التعسفي.
وقد أسفرت هذه الانتهاكات عن أكثر من 224 ألف شهيد وجريح، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال، إضافة إلى 11 ألف مفقود لم يُعرف مصيرهم بعد.
مجاعة تحصد أرواح الأطفال
تشير تقارير أممية أخرى إلى أن المجاعة الناجمة عن الحصار الإسرائيلي قد أزهقت أرواح العديد من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال. هذه السياسة المتعمدة في حرمان السكان من الغذاء والماء والدواء تمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، وفق القانون الدولي.
محو غزة من الخريطة
إلى جانب الخسائر البشرية، خلّفت الحرب دمارًا شاملاً في قطاع غزة، حيث تم تدمير معظم المدن والمناطق السكنية بشكل شبه كامل. هذا التدمير لا يقتصر على المباني والبنية التحتية، بل يهدف أيضًا إلى محو هوية غزة من على الخريطة، ما يزيد من تعقيد عودة الحياة الطبيعية لسكانها وخاصة الأطفال من ذوي الإعاقة.
دعوات لمحاسبة الاحتلال
مع تزايد الأرقام المروعة، تعالت الدعوات من المنظمات الحقوقية والأممية بضرورة محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه ضد الإنسانية. ويطالب الحقوقيون بفتح تحقيقات دولية شفافة، وتفعيل أوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف الإبادة وحماية المدنيين، بما في ذلك ذوو الإعاقة والأطفال.
الحاجة إلى استجابة إنسانية عاجلة
أصبح من الضروري أن يضاعف المجتمع الدولي جهوده لتقديم المساعدات الطبية والنفسية للأطفال من ذوي الإعاقة في غزة. تشمل هذه الاستجابة:
توفير الأدوية والأجهزة المساعدة بشكل عاجل.
دعم المراكز الطبية وإعادة تأهيلها.
تقديم برامج دعم نفسي للأسر والأطفال.
الضغط على الاحتلال لرفع الحصار والسماح بدخول المساعدات.
إن الأرقام التي أعلنتها لجنة الأمم المتحدة تكشف عن جانب مظلم من معاناة غزة، حيث يُترك الأطفال ذوو الإعاقة لمصير مجهول وسط حرب مدمرة وحصار خانق. إن استمرار هذه الكارثة الإنسانية يمثل وصمة عار في جبين المجتمع الدولي، الذي تقاعس عن حماية الأبرياء ووقف آلة الحرب. ومن هنا، فإن التضامن العالمي والضغط الشعبي والسياسي يجب أن يتواصل حتى ينال هؤلاء الأطفال حقهم في الحياة والكرامة والحرية.






