تفشي الحصبة والكوليرا في تعز: كارثة صحية تتفاقم وسط العدوان والحصار

profile
  • clock 2 سبتمبر 2025, 3:19:38 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تفشي الحصبة والكوليرا في تعز

كتبت/ غدير خالد

 

أكثر من 7300 إصابة و20 وفاة منذ بداية 2025

 

أعلنت السلطات الصحية اليمنية، الثلاثاء، عن تسجيل أكثر من 7300 إصابة بفيروس الحصبة ومرض الكوليرا، إلى جانب 20 حالة وفاة في محافظة تعز جنوب غربي البلاد، منذ مطلع العام الجاري 2025. وتأتي هذه الأرقام في ظل تدهور حاد في القطاع الصحي، الذي يعاني من نقص التمويل وشح الموارد، وسط استمرار العدوان الداخلي والانقسامات السياسية التي تعصف بالبلاد.

 

وصرّح تيسير السامعي، مدير الإعلام في مكتب وزارة الصحة العامة والسكان بتعز، لوكالة الأنباء الألمانية، أن عدد حالات الإصابة بفيروس الحصبة بلغ 1609، فيما وصلت حالات الإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد إلى 5695، مع تسجيل عشر وفيات لكل من المرضين. كما أشار إلى استمرار تفشي أمراض أخرى مثل حمى الضنك وفيروس غرب النيل، بإجمالي 2508 إصابات دون تسجيل وفيات حتى الآن.

 

القطاع الصحي ينهار تحت وطأة العدوان والحصار

 

تعاني محافظة تعز، التي تُعد الأكثر كثافة سكانية في اليمن، من انقسام جغرافي بين سيطرة الحكومة الشرعية من جهة، وجماعة الحوثي من جهة أخرى، حيث تفرض الأخيرة حصارًا خانقًا على مدينة تعز من معظم منافذها. هذا الحصار، الذي يُعد أحد أشكال العدوان المستمر على المدنيين، أدى إلى تفاقم الأزمة الصحية، ومنع وصول الإمدادات الطبية والمساعدات الإنسانية.

 

ويُضاف إلى ذلك الاحتلال غير المباشر الذي يمارسه الكيان الصهيوني عبر دعم أطراف النزاع، وتأجيج الصراعات الداخلية، ما يساهم في إضعاف البنية التحتية الصحية، ويحول دون تنفيذ برامج الإغاثة الدولية بشكل فعال.

 

دعوات عاجلة لإنقاذ الأرواح ومواجهة الكارثة

 

في ظل هذه الظروف، ناشدت الجهات الصحية والمنظمات المحلية المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وتقديم الدعم اللازم للقطاع الطبي المنهار. وتشير بيانات أممية إلى أن الحرب المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات أدت إلى إغلاق نحو نصف المرافق الطبية في البلاد، وارتفاع أسعار الأدوية، ما جعل معظم السكان بحاجة ماسة إلى مساعدات صحية عاجلة.

 

إن استمرار العدوان والحصار، وتجاهل المجتمع الدولي لمعاناة المدنيين، يضع اليمن أمام كارثة إنسانية متجددة، تتطلب تحركًا فوريًا لوقف الاحتلال غير المباشر الذي يعبث بمصير الشعب اليمني، ويحول الأمراض إلى أدوات موت جماعي.

 

كلمات دليلية
التعليقات (0)