-
℃ 11 تركيا
-
9 أغسطس 2025
تصعيد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية والأغوار: موجة تهجير وضم ممنهجة
نداءات فلسطينية ودولية لوقف الاعتداءات وحماية المدنيين
تصعيد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية والأغوار: موجة تهجير وضم ممنهجة
-
9 أغسطس 2025, 8:05:44 م
-
417
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
شهدت عدة مناطق في الضفة الغربية والأغوار، يوم السبت، تصعيدًا خطيرًا ومنظمًا في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين، التي استهدفت المزارعين الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم. هذه الاعتداءات تأتي ضمن مساعي الاحتلال الهادفة لتهجير السكان الأصليين وتوسيع المستوطنات غير الشرعية في المنطقة، وسط صمت دولي مطبق واستمرار سياسة الاحتلال في فرض الأمر الواقع.
هجمات متكررة ضد التجمعات البدوية ومزارعي الضفة الغربية
وفقًا لمنظمة البيدر للدفاع عن حقوق البدو والقرى المستهدفة، فقد نفذ مستوطنون هجومًا عنيفًا على تجمع بدوي في قرية عين أيوب غرب مدينة رام الله، حيث أشعلوا حريقًا واسع النطاق في خيام الأهالي، ما أدى إلى أضرار جسيمة في الممتلكات.
وفي سياق متصل، شهدت منطقة الخلايل شمال شرق رام الله اعتداءات على عائلات من عرب الكعابنة، حيث منح المستوطنون السكان مهلة قصيرة لا تتجاوز أسبوعين لمغادرة منازلهم وأراضيهم، في تصعيد واضح ضمن مخطط التهجير القسري للفلسطينيين.
اعتداءات مستمرة في بيت لحم والأغوار الشمالية
في بيت لحم، تعرض مزارعون فلسطينيون للاعتداء بالضرب من قبل مستوطنين أثناء عملهم في أراضيهم الواقعة في منطقة خلة النحلة بقرية واد رحال. وأسفر هذا الهجوم عن إصابة عدة مزارعين برضوض مختلفة، فيما تواصل هذه المنطقة التعرض لهجمات متكررة من المستوطنين الذين يسعون إلى الاستيلاء على المزيد من الأراضي الزراعية لصالح التوسع الاستيطاني.
كما شهدت خربة سمرة في الأغوار الشمالية اقتحامات متكررة من قبل مستوطنين مسلحين، الذين تجولوا بين خيام السكان وأثاروا حالة من الخوف خاصة بين النساء والأطفال، في محاولة لإجبار الأهالي على ترك مساكنهم ضمن خطة إفراغ الأغوار من الفلسطينيين.
استمرار الهجمات في قرية شلال العوجا وأشجار الزيتون في مسعود
اقتحم مستوطنون مسلحون قرية شلال العوجا شمال مدينة أريحا، وأطلقوا أغنامهم بين منازل المواطنين، متسببين في تخريب ممتلكاتهم. ويأتي هذا التصعيد ضمن هجوم متصاعد يهدف إلى تهجير سكان القرية من المناطق المصنفة (ج) التي تخضع لسيطرة الاحتلال، وتوسيع البؤر الاستيطانية.
في شمال الضفة الغربية، اقتلع مستوطنون مساء السبت عددًا من أشجار الزيتون من قرية مسعود جنوبي جنين، ضمن أعمال تجريف وتجهيز أراضٍ لشق طرق استيطانية جديدة تخدم المستوطنات المجاورة، ما يهدد مصدر رزق السكان الذين يعتمدون على الزراعة كمصدر رئيسي للعيش.
أرقام صادمة في تصاعد اعتداءات الاحتلال والمستوطنين
تشير معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى ارتكاب قوات الاحتلال ومستوطنيه ما يزيد على 1821 اعتداءً ضد الفلسطينيين وأراضيهم خلال يوليو 2025 فقط، منها 1355 اعتداء نفذها الجيش الإسرائيلي، و466 اعتداء من قبل المستوطنين.
كما رصد معهد الأبحاث التطبيقية "أريج" 1444 اعتداءً من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في النصف الأول من عام 2025، في مؤشر واضح على تصاعد وتيرة الهجمات وسياسة التهويد.
سياسة الاحتلال تستهدف تهجير السكان وضم الأراضي
تسير هذه الاعتداءات ضمن مخطط شامل يهدف إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم بالقوة، وضم المزيد من الأراضي المصنفة (ج) إلى المستوطنات، ما يشكل خرقًا صارخًا للقرارات الدولية والقانون الدولي.
الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي فقط بتوسيع المستوطنات، بل يعتمد على الاعتداءات اليومية ضد المدنيين والضغط المستمر من خلال اقتحامات، اعتقالات، وتهديدات، لتفريغ الأراضي من سكانها الأصليين، خصوصًا في الأغوار ومناطق الضفة الغربية.
نداءات فلسطينية ودولية لوقف الاعتداءات وحماية المدنيين
تتزايد الدعوات الفلسطينية الرسمية والشعبية إلى المجتمع الدولي لتوفير الحماية للفلسطينيين في الضفة الغربية والأغوار، ووضع حد للاعتداءات المستمرة للمستوطنين بدعم من جيش الاحتلال.
كما تؤكد فصائل المقاومة والمجتمع المدني الفلسطيني على ضرورة مواجهة هذه السياسات الخطيرة بكافة الوسائل المشروعة، عبر الضغط الدولي وفضح ممارسات الاحتلال أمام المؤسسات الدولية.
أثر الاعتداءات على حياة الفلسطينيين والمجتمع
تترك هذه الاعتداءات أثرًا كبيرًا على الحياة اليومية للمزارعين وأهالي القرى الفلسطينية، حيث تتعرض ممتلكاتهم لخسائر جسيمة، ويعيش السكان في حالة من الخوف وعدم الأمان، مما يؤثر على استقرارهم الاقتصادي والاجتماعي.
تدمير المحاصيل، اقتلاع الأشجار، وحرق الخيام يُضاعف من معاناة الفلسطينيين في ظل الحصار والقيود الإسرائيلية المفروضة على الحركة والتنقل، ويزيد من هشاشة الأوضاع المعيشية في المناطق الريفية.
كيف يمكن مواجهة اعتداءات المستوطنين؟
من المهم دعم الجهود الفلسطينية والدولية الرامية إلى:
مراقبة وتوثيق الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين
تعزيز الدعم القانوني والسياسي للمجتمع الفلسطيني في المحافل الدولية
زيادة الضغط على الاحتلال لإنهاء سياسة الاستيطان والاعتداءات المستمرة
دعم صمود المزارعين والقرى المستهدفة من خلال مبادرات حماية الأرض
تصعيد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية والأغوار يشكل تهديدًا مباشرًا لحياة الفلسطينيين وحقهم في الأرض، ويمثل خرقًا واضحًا لكل القوانين والقرارات الدولية. تتطلب هذه الأوضاع تدخلاً عاجلاً من المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم، وحماية المدنيين الفلسطينيين، وضمان حقهم في العيش بكرامة على أراضيهم.
يظل الفلسطينيون صامدين رغم التحديات، وحقهم في العودة والعيش بحرية على أرضهم ثابت لا يقبل المساومة، فيما تستمر الاعتداءات الإسرائيلية في محاولة فرض واقع جديد يهدد مستقبل السلام في المنطقة بأسرها.

.jpeg)






