-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
تصاعد الخلافات داخل كيان الاحتلال: الحريديم يهددون بإسقاط حكومة نتنياهو والمعارضة تتحرك لحل الكنيست
تصاعد الخلافات داخل كيان الاحتلال: الحريديم يهددون بإسقاط حكومة نتنياهو والمعارضة تتحرك لحل الكنيست
-
4 يونيو 2025, 8:10:59 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
180 تحقيقات – متابعة خاصة
تشهد الساحة السياسية داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي حالة من الاضطراب الشديد والتصدّع المتسارع في بنية الائتلاف الحاكم، وسط تهديدات من أحزاب دينية يهودية بالانسحاب من حكومة نتنياهو، وتزايد الدعوات داخل الكنيست الصهيوني لحله والتوجّه إلى انتخابات مبكرة.
ووفق القناة 12 العبرية، فإن الاجتماع الذي عُقد مؤخرًا بين رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الصهيوني، يولي إدلشتاين، وممثلي حزب "يهدوت هتوراه" الحريدي، انتهى بفشل ذريع، ما دفع الحاخامات لإصدار تعليمات مباشرة لقيادة الحزب بالانسحاب من الحكومة والعمل على إسقاطها.
وفي محاولة لاحتواء الأزمة التي تهدد بانهيار ائتلافه، يعتزم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عقد لقاءات عاجلة اليوم مع النائب موشيه غافني وقادة التيار الحريدي، بحسب صحيفة يسرائيل هيوم، التي أشارت إلى مساعٍ حثيثة للحفاظ على وحدة الحكومة المتداعية.
في المقابل، أعلن حزب "هناك مستقبل" بزعامة زعيم المعارضة الصهيونية يائير لابيد، عن نيته تقديم مشروع قانون لحل الكنيست الأسبوع المقبل، في وقت أكدت فيه قناة "كان" العبرية أن قيادات الحريديم لا تمانع الذهاب إلى انتخابات جديدة، بل تؤيد مشروع إسقاط الحكومة.
ونقلت القناة 12 عن مسؤول في حزب الليكود أن "التعنّت الذي يبديه إدلشتاين بشأن قانون التجنيد، يجرّنا إلى انتخابات جديدة"، في إشارة إلى تصاعد التوتر الداخلي داخل المنظومة الحاكمة في كيان الاحتلال.
قانون التجنيد يشعل الفتيل
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن أحد أبرز أسباب الانفجار السياسي هو الخلاف حول قانون التجنيد الإجباري المفروض على المستوطنين، والذي تسعى حكومة الاحتلال لتطبيقه على طلاب المدارس الدينية "اليشيفوت"، الذين يرفضون الانخراط في جيش الاحتلال.
وبحسب الصحيفة، فإن إدلشتاين يُصر على فرض عقوبات مشددة على من يرفض التجنيد، بما فيهم طلاب التوراة، ويطالب باحتساب "المقاتلين والداعمين للعمليات القتالية فقط" ضمن أهداف التجنيد، مستثنيًا بذلك العاملين في منظمات مثل "نجمة داوود الحمراء" و"زكا"، ما ترفضه الأحزاب الحريدية بشدة.
كما يسعى إدلشتاين إلى فرض هدف يتمثل بتجنيد 50% من شبان التيار الحريدي خلال خمس سنوات، وتطبيق العقوبات بشكل فوري على المتخلفين عن الخدمة، وهو ما تعتبره الأحزاب الدينية استهدافًا مباشرًا لهويتهم ومعتقداتهم.
تصدّع في الائتلاف واتصالات مع غانتس
ورغم اتساع الهوة، اتفق الطرفان على مواصلة اللقاءات، إلا أن ممثلي "ديجل هتوراه" صعدوا الليلة الماضية إلى منزل الحاخام هيرش في بني براك لإطلاعه على التفاصيل، فيما كتب لسان حال الحزب، صحيفة "يتيد نئمان"، في صدر صفحتها الأولى: "لحظات حسم في الائتلاف.. هل يفي نتنياهو بتعهداته لطلاب التوراة؟".
وبضغط من القيادة الدينية، عقد ممثلو الحريديم لقاءً مع زعيم حزب "المعسكر الوطني" بيني غانتس، بهدف بحث مسار مشترك لإسقاط حكومة الاحتلال. وأفادت المصادر العبرية بأن الاجتماع ناقش تقديم اقتراح مشترك لحل الكنيست، وهو تطور يهدد فعليًا بإنهاء حكومة نتنياهو في أي لحظة.
وتعيد هذه اللقاءات إلى الواجهة خلافًا قديمًا بين نتنياهو وبعض المقربين منه، حيث هاجم ناتان إشل، المستشار السابق لنتنياهو، تحركات ممثلي "حسيدوت غور"، واعتبرها محاولة مقصودة لإرباك رئيس الحكومة وإظهار ضعفه أمام غانتس ولابيد.
سيناريو الانتخابات يقترب
مع دخول الدورة الصيفية للكنيست، لوّحت الأحزاب الحريدية بوقف التعاون مع حكومة الاحتلال ما لم يُقر قانون التجنيد وفق شروطهم، وامتنعوا عن دعم مشاريع القوانين الحكومية، ما أدى إلى تعطيل منظومة اتخاذ القرار داخل الائتلاف.
ونقل النائب موشيه غافني، باسم كبار الحاخامات الليتوانيين، رسالة مباشرة إلى مكتب رئيس الحكومة مفادها: "إذا لم يحدث اختراق جوهري حتى الليلة في مسار قانون التجنيد – فسيتم تصعيد الإجراءات فورًا"، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
ومع اقتراب عيد "الشفوعوت"، الذي وضعته القيادات الحريدية كمهلة نهائية لتنظيم وضع طلاب التوراة، تبدو الخيارات أمام نتنياهو محدودة، وسط تصدّع داخلي عميق، وغضب من جمهور جنوده ومجتمعه الاستيطاني، الذين يعانون من استنزاف بشري غير مسبوق نتيجة العدوان المتواصل على قطاع غزة.
في المحصّلة، يقترب كيان الاحتلال من أزمة حكم حقيقية قد تُفضي إلى انتخابات جديدة، في وقتٍ لا يزال فيه غارقًا في مأزقه الأمني والعسكري، مع استمرار مقاومة الشعب الفلسطيني وثباته في وجه آلة القتل الصهيونية.






