"يوم التروية".. 1.5 مليون حاج يبدأون رحلة الحج من منى إلى عرفة

profile
  • clock 4 يونيو 2025, 8:42:08 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
حجاج بيت الله يتوافدون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، اليوم الأربعاء، واس

وكالات

بدأ حجاج بيت الله الحرام بالتوافد صباح اليوم الأربعاء الثامن من شهر ذي الحجة 1446 هـ إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، تقربًا لله تعالى، راجين منه القبول والمغفرة، متّبعين ومقتدين بسنة نبيهم محمد -صلى الله عليه وسلم-، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، في صورة روحانية وإيمانية.

وبيّنت الشريعة السمحة، أن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية والمبيت فيها بطريقهم للوقوف بمشعر عرفة، سُنّة مؤكدة.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202506/eP71agLV5IQL7pOx40WOPjd7wPsfHGA6ZlsJU1GW.jpg

 

ويُحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواءً داخل مكة أو خارجها، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة، ثم يعودون إليها بعد "النفرة" من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام (10 - 11 - 12 - 13)، ورمي الجمرات الثلاث، جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجّل، وذلك لقوله تعالى: (واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى).

ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي "محسر".

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202506/68SLX8uZnHjshzzO1PseJPHldhaLwoZbRzj5yqmS.jpg

 

وقالت السلطات السعودية إن إجمالي عدد الحجاج القادمين من الخارج بلغ حتى الآن نحو مليون ونصف مليون حاج.

مشعر منى.. مكانة تاريخية ودينية

ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم -عليه السلام- الجمار، وذبح فدي إسماعيل -عليه السلام-، ثم أكد نبي الهدى -صلى الله عليه وسلم- هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، واستنّ المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.

ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد "الخيف"، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريبًا من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي -صلى الله عليه وسلم- والأنبياء من قبله، فعن يزيد بن الأسود قال: "شهدت مع النبي -صلى الله عليه وسلم- حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف"، ومازال قائمًا حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته وعمارته في عام 1407هـ.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202506/VLnvq8nk3k6YJCpdNxfEOhjjIa322ZcckgUwBVxf.jpg

 

ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى، بيعتا العقبة الأولى والثانية، ففي السنة 12 من البعثة كانت الأولى بمبايعة 12 رجلًا من الأوس والخزرج لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، تلتها الثانية في حج العام الـ 13 من البعثة وبايعه فيها -عليه السلام- 73 رجلًا وامرأتان من أهل المدينة المنورة في الموقع نفسه، الذي يقع من الشمال الشرقي لجمرة العقبة، حيث بنى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور مسجد البيعة في عام 144هـ، الواقع بأسفل جبل "ثبير" قريبًا من شعب بيعة العقبة، إحياءً لهذه الذكرى التي عاهد حينها الأنصار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمؤازرته ونصرته.

كما نزلت بها سورة "المرسلات"، لما رواه البخاري عن عبد الله -رضي الله عنه- قال: بينما نحن مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في غار "بمنى" إذ نزل عليه (والمرسلات) وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها.

مبتدأ الحج

وسيقضي الحجاج يوم التروية وهو الثامن من شهر ذي الحجة في منى، فيصلون بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر قصرا للصلاة الرباعية بلا جمع، ثم يبيتون فيها قبل أن يتوجهوا فجر يوم غد التاسع من ذي الحجة إلى صعيد عرفة الطاهر على بُعد 12 كيلومترا من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم ينفروا مع مغيب الشمس إلى مزدلفة.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202506/aGViNTyMtmMx070Bmf3GPKmRRKvF1qEIL20qD7vL.jpg

 

وفي ليلة العاشر من ذي الحجة يبيت الحجاج في منى، ويجمعون الحصى قبل من مزدلفة لاستخدامها في رمي جمرة العقبة الكبرى في العاشر من ذي الحجة وهو أول أيام عيد الأضحى المبارك.

وبعد رمي جمرة العقبة والنحر يتجه الحجاج إلى مكة المكرمة لأداء طواف الإفاضة حول الكعبة المشرفة، ثم يعودون لمنى من جديد لقضاء أيام التشريق ورمي الجمرات الثلاث الصغرى والوسطى والكبرى.

وبعد انقضاء أيام التشريق الثلاثة أو التعجل بعد يومين يتوجه الحجاج إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع حيث تنتهي مناسك الحج.

إجراءات واستعدادات

وشهد موسم الحج هذا العام تعزيز الإجراءات الوقائية من الحر، كما أكدت الجهات المعنية أن موسم هذا العام يشهد تحولا نوعيا في آليات التنظيم، من خلال إدخال الذكاء الاصطناعي والمسيّرات، لأول مرة ضمن منظومة الإنقاذ والاستجابة السريعة، وإصدار تشريعات جديدة لإدارة الحشود.

وتجدر الإشارة إلى الاستعدادات المكثفة من الجهات الحكومية والأمنية والصحية لاستقبال الحجاج الذين توقع أن يصل عددهم إلى مليون و800 ألف شخص.

https://portalcdn.spa.gov.sa/backend/original/202506/mkLXpdgPeeHWaN6Im5D9XRAqswYazl5Ad27QCioZ.jpg

 

وقد شدد وزير الحج والعمرة السعودي توفيق الربيعة على ضرورة التزام مكاتب شؤون الحجاج الرسمية بالتعليمات المنظمة لحركة الحجاج داخل المشاعر لضمان سلامتهم وجودة أداء المناسك، وأكد أن خطط التفويج والنقل ستسهم بشكل مباشر في تنظيم حركة حشود الحجيج.

وعلى المستوى الصحي، وصف مسؤول صحي سعودي الحالة الصحية بالمطمئنة، إذ لم تُرصد أي حالة أوبئة قد تؤثر على الصحة العامة للحجيج.

التعليقات (0)