تكبير الخط تصغير الخط

في مشهد وطني مهيب، شارك مئات الفلسطينيين واللبنانيين مساء اليوم الأربعاء، في تشييع جثمان القائد الميداني في كتائب القسام خالد أحمد الأحمد، المعروف بـ"أبو إبراهيم"، الذي ارتقى فجر اليوم إثر غارة جوية إسرائيلية استهدفته في مدينة صيدا جنوبي لبنان، في إطار معركة "طوفان الأقصى".

موكب مهيب وحضور وطني جامع

انطلق موكب التشييع من مسجد الإمام علي في منطقة الفيلات، وصولًا إلى مقبرة سيروب شرقي صيدا، وسط مشاركة واسعة من مختلف الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية. وامتدت المشاركة إلى وفود من جميع أنحاء لبنان والمخيمات الفلسطينية، ما عكس حالة من التضامن والاحتضان الشعبي لخيار المقاومة.

هتافات الغضب والولاء لدماء الشهداء

ردّد المشيّعون هتافات غاضبة ضد الاحتلال الإسرائيلي، وشددوا على التمسك بخيار المقاومة كسبيل وحيد للتحرير. كما رفع المشاركون الرايات الفلسطينية ورايات كتائب القسام، مجددين العهد على الثأر لدماء الشهداء واستمرار مسيرة الكفاح الوطني.

كتائب القسام تنعي أحد قادتها الميدانيين البارزين

وفي بيان عسكري صدر عنها، نعت كتائب الشهيد عز الدين القسام القائد الميداني خالد الأحمد، مؤكدة أنه "أحد فرسانها الميامين"، وقد ارتقى خلال عملية اغتيال نفذتها طائرات الاحتلال. وأشارت الكتائب إلى أن الأحمد ينحدر من بلدة نحف المحتلة قضاء عكا، وكان من القادة الذين تركوا بصمة واضحة في ميدان المقاومة.

دماء القادة وقود للمقاومة المستمرة

كما أكدت كتائب القسام في بيانها أن الأحمد استشهد خلال مشاركته في معركة "طوفان الأقصى"، التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، مشددة على التزامها بطريق الجهاد والمقاومة حتى تحرير الأرض والعودة. واعتبرت أن دماء الشهداء "ستبقى منارة" على درب التحرير، وتجدد العهد على الاستمرار في النضال.

معركة "طوفان الأقصى": محطة مفصلية في تاريخ المقاومة

يجدر بالذكر أن معركة "طوفان الأقصى" تمثل تحولًا استراتيجيًا في سياق الصراع مع الاحتلال، حيث وسّعت المقاومة نطاقها جغرافيًا وميدانيًا، لتشمل الأراضي الفلسطينية وجبهات الدعم الممتدة في الإقليم، بما فيها لبنان، وهو ما تؤكده عملية اغتيال القائد الأحمد داخل الأراضي اللبنانية.