-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
ترامب يخطط لعرض صفقة أسلحة بـ 100 مليار دولار للسعودية
خلال زيارته المرتقبة
ترامب يخطط لعرض صفقة أسلحة بـ 100 مليار دولار للسعودية
-
26 أبريل 2025, 2:27:33 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعرض صفقة أسلحة بقيمة 100 مليار دولار على السعودية خلال زيارته للمملكة في مايو المقبل، بحسب تقرير نشرته وكالة "رويترز". وذكرت الوكالة، نقلاً عن ستة مصادر مطلعة بشكل مباشر على الملف، أن إدارة ترامب تعمل حاليًا على إعداد الحزمة، بهدف الإعلان عنها خلال الزيارة.
وكان ترامب قد أعلن في مارس أنه يعتزم جعل السعودية أولى محطاته الخارجية، مشترطًا وجود حوافز مالية ضخمة لصالح الشركات الأمريكية.
وقال ترامب للصحفيين: "أبرمت صفقة مع السعودية... قلت لهم سأزوركم إذا دفعتم تريليون دولار للشركات الأمريكية، أي مشتريات بقيمة تريليون دولار خلال فترة أربع سنوات، وقد وافقوا على ذلك".
خلال ولايته الأولى، اختار ترامب أيضًا السعودية كأول وجهة خارجية له، في خطوة هدفت إلى إصلاح العلاقات التي توترت بين الرياض وواشنطن في عهد إدارة أوباما. وأشار إلى أن السعودية التزمت حينها باستثمارات قيمتها 450 مليار دولار كحافز لاستقباله. وأكد البيت الأبيض، الثلاثاء، أن ترامب سيزور السعودية والإمارات وقطر خلال الفترة من 13 إلى 16 مايو.
محادثات حول صفقة مقاتلات F-35
بحسب تقرير "رويترز"، فإن كبرى شركات الدفاع الأمريكية، بما في ذلك لوكهيد مارتن وRTX كورب، وبوينغ، ونورثروب غرومان، وجنرال أتوميكس، ستشارك في صفقة الأسلحة الجديدة.
وتسعى السعودية للحصول على عدد من الأنظمة المتقدمة أمريكية الصنع، بما في ذلك طائرات درون من طراز MQ-9B سي غارديان. كما من المتوقع أن يناقش الجانبان بيع مقاتلات F-35 المتطورة للسعودية.
وكانت الإمارات قد وُعدت بالحصول على طائرات F-35 خلال إدارة ترامب السابقة، ضمن صفقة تطبيع العلاقات مع إسرائيل تحت مظلة "اتفاقيات إبراهام"، لكن المحادثات تعثرت بعد أن أعربت إدارة جو بايدن عن مخاوفها بشأن النفوذ الصيني في الإمارات.
الكونغرس ورقابة صفقات السلاح
رغم أن السعودية ودول الخليج الأخرى تمول صفقاتها العسكرية بأموالها السيادية الخاصة، إلا أن أي صفقات أسلحة كبرى تتطلب مراجعة من قبل أعضاء الكونغرس الأمريكي قبل إتمامها.
في المقابل، تتلقى كل من إسرائيل ومصر معظم أسلحتها عبر برنامج المساعدات العسكرية الأجنبية، مما يعني أن دافعي الضرائب الأمريكيين هم من يتحملون تكاليف هذه المشتريات.
ومع ذلك، لطالما مارست إسرائيل تأثيرًا كبيرًا على نوعية الأسلحة التي تبيعها الولايات المتحدة للدول العربية، في إطار سياسة الحفاظ على "التفوق العسكري النوعي" الإسرائيلي في المنطقة. على سبيل المثال، كشف موقع "ميدل إيست آي" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغط على وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لمنع تركيا من العودة إلى برنامج مقاتلات F-35.
مساعٍ لتطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية
تأتي صفقة الأسلحة في وقت تسعى فيه إدارة ترامب إلى إبرام اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل. وقال ترامب لمجلة "تايم" في مقابلة نُشرت يوم الجمعة: "أعتقد أن السعودية ستنضم إلى اتفاقيات إبراهام. أعتقد أن الأمر سيتم بسرعة كبيرة".
لدى ترامب عدة ملفات يرغب في مناقشتها مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تشمل قضايا السياسة الخارجية مثل المحادثات النووية مع إيران، وإعادة إعمار قطاع غزة، والمساعدة في التوسط لمحادثات سلام مبكرة بين روسيا وأوكرانيا.
خلال ولايته الأولى، أقام محمد بن سلمان علاقات وثيقة مع الدائرة المقربة من ترامب، خصوصًا عبر صداقة شخصية مع مستشاره وصهره، جاريد كوشنر، الذي حصل لاحقًا على استثمارات سعودية كبيرة لصالح شركته الخاصة "أفينيتي بارتنرز".
ورغم هذا التاريخ من العلاقات الوثيقة، إلا أن العلاقة بين إدارة ترامب الثانية والرياض شهدت بعض التوترات مؤخرًا، مما يتطلب معالجة دقيقة خلال الزيارة المقبلة.
ترامب يركز على إيران والطاقة وملف غزة
في بداية هذا العام، تجاهلت السعودية دعوات ترامب لضخ المزيد من النفط لدعم الأسواق، لكنها لاحقًا قادت تحالف "أوبك+" إلى زيادة الإنتاج مع روسيا ودول أخرى. أدى هذا إلى تراجع أسعار النفط نتيجة زيادة العرض ومخاوف اقتصادية ناجمة عن سياسات الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
فرضت السعودية ودول خليجية أخرى حظرًا على الولايات المتحدة لاستخدام أجوائها في شن ضربات ضد إيران، بحسب ما كشفته مصادر لموقع "ميدل إيست آي". وهو تطور يعقد خطط ترامب للتصعيد ضد طهران.
كما تعرقل استئناف إسرائيل لحربها على غزة جهود ترامب لدفع مسار التطبيع بين الرياض وتل أبيب. فقد اتهم محمد بن سلمان علنًا إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة، فيما يحاول الدبلوماسيون والمحللون الأمريكيون تحديد مدى جدية تصريحاته أو كونها موجهة للاستهلاك الداخلي فقط.
ورغم هذه التحديات، أوضحت السعودية أن إقامة دولة فلسطينية تظل شرطًا أساسيًا لأي اتفاق تطبيع مع إسرائيل. ويأمل ترامب أن يؤدي تحقيق هذا الاتفاق إلى منحه جائزة نوبل للسلام.
تاريخيًا، كانت العلاقات بين واشنطن والرياض تتسم بالتقلب، خصوصًا بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي في تركيا، والذي تسبب في توتر كبير بين البلدين. تعهد الرئيس بايدن في بداية عهده بجعل محمد بن سلمان "منبوذًا" بسبب قضايا حقوق الإنسان، لكنه اضطر إلى التراجع عن هذا الموقف بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وتطورات الأوضاع في أوكرانيا والشرق الأوسط.
ميدل إيست آي









