-
℃ 11 تركيا
-
13 يونيو 2025
الاتفاق نفسه لكن الواقع مختلف.. مبادرة ترامب الإيرانية فوق رأس نتنياهو
قائد سلاح الجو الإسرائيلي يكتب:
الاتفاق نفسه لكن الواقع مختلف.. مبادرة ترامب الإيرانية فوق رأس نتنياهو
-
26 أبريل 2025, 12:57:36 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مبادرة ترامب الإيرانية فوق رأس نتنياهو
قناة N12 - قائد سلاح الجو إيتان بن إلياهو
لا تأتي مبادرات الرئيس دونالد ترامب المفاجئة تباعاً، إنما متزامنة، فقبل أن يستكمل المبادرة، تظهر الأُخرى فوق السطح. في غزة، بدأ بمبادرة لتهجير سكانها، وأكد أنه سيحوّلها إلى مكان أفضل. وبعدها، استمر ترامب في الضغط لتحقيق وقف إطلاق النار من أجل تحرير المخطوفين، وفي الوقت نفسه، بدأ بالضغط على بوتين وزيلينسكي لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وبعد ذلك، رفع الضرائب، الأمر الذي أشعل حرباً تجارية ضد العالم كله، ولم يتنازل عن خطوة السيطرة على غرينلاند وتحديد أسعار العبور في قناة بنما. هذه المبادرات كلها تأتي متزامنة.
إن المفاوضات التي بدأت بين الولايات المتحدة وإيران ذات أهمية مصيرية بالنسبة إلى إسرائيل، بعد أن وقّعت هذه الأخيرة اتفاق إعادة المخطوفين وانسحبت منه في المرحلة (ب)، وجدّدت القتال، ونجح نتنياهو في إقناع ترامب بأنه في حال وفّر له المال والوقت، فإن الضغط العسكري سيقود "حماس" إلى إعادة المخطوفين، من دون أن تُرغم إسرائيل على وقف القتال والانسحاب من القطاع. يبدو أن الرئيس ترامب اقتنع، ولكن، من فوق رأس نتنياهو وقيادات المنطقة، توجّه مباشرةً إلى الخامنئي ودعاه إلى مفاوضات مباشرة.
وكشرط مسبق، لا تزال إيران تصرّ على الاستمرار في تخصيب اليورانيوم على درجة (6.37%). وبحسب ادّعائها، هذا هو الحد الأدنى الضروري للتخصيب لأهداف سلمية، وفي جميع الأحوال، لدى الإيرانيين مفاعل نووي يفعّلونه منذ أعوام طويلة، بدعم من الروس. وأكثر من ذلك، هذا هو الشرط السعودي للتقدّم في اتفاق التطبيع الذي يمكن أن يوقَّع قريباً. الولايات المتحدة أعلنت أنها تقبل الشرط الإيراني. ولذلك، فإن الاتفاق الذي سيُوقَّع بين إيران وترامب سيكون مشابهاً، وهو الاتفاق نفسه الذي وقّعه الرئيس أوباما في سنة2015. وعلى الرغم من ذلك، فإن الفرق بين الاتفاقين سيكون جوهرياً.
ترامب يشدّد على المصلحة الأميركية في إيران
بعد توقيع الاتفاق في سنة2015، لم تتغير حدة التوتر بين البلدين. فالأجواء العدائية وحالة القتال لم تتغيرا بعد التوقيع. صحيح أن التهديد النووي أزيلَ عن الطاولة، لكن أجواء الحرب التي انتشرت في الشرق الأوسط كانت لا تزال هي نفسها، وتهدد، كما أن العداء بين الولايات المتحدة وإيران بقيَ على حاله، وكانت الحرب على حافة الانفجار. ولذلك، لم يتردد ترامب في الانسحاب من الاتفاق مباشرةً بعد انتخابه.
بحسب توجُّه ترامب التجاري في عالم الدبلوماسية، فإنه يبحث عن الإيجابيات الاقتصادية في كلّ اتفاق. لذلك، فإن الأهم من توقيع الاتفاق هو واقع العالم بعد التوقيع. مثلاً، قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، هناك اتفاق سيتم توقيعه بين أوكرانيا والولايات المتحدة، وبحسبه، ستكون الولايات المتحدة مدعوة إلى الاستثمار في الموارد الطبيعية داخل أوكرانيا. وبعد مفاوضات على مرحلتين فقط بين الولايات المتحدة وإيران، تشير الأنباء إلى أجواء إيجابية وتسريبات بشأن نية الولايات المتحدة استغلال الاتفاق من أجل الاستثمار في استخراج الموارد الطبيعية التي تُعتبر إيران غنية بها.
قبل 50 عاماً، كانت العلاقات بين إيران والولايات المتحدة جيدة، وكانت الولايات المتحدة تعتبر إيران رصيداً استراتيجياً في المنطقة. اليوم، هذه المصلحة باتت أكبر. الاتفاق السريع مع إيران، بمباركة روسيا، سيساعد الولايات المتحدة في صراعها مع الصين، ويدفع إلى نهاية فورية للحرب في غزة، ويعيد المخطوفين إلى منازلهم، ويفتح الطريق لتوقيع اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، ويساهم في خلق أجواء أكثر إيجابيةً في الشرق الأوسط.
.jpeg)








