ترامب يتوعد بسحب الإعفاء الضريبي من جامعة هارفارد

profile
  • clock 2 مايو 2025, 4:19:30 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، أن إدارته ستتخذ خطوات لسحب صفة الإعفاء الضريبي من جامعة هارفارد، في تصعيد واضح للصدام بين الحكومة الفيدرالية وهذه المؤسسة الأكاديمية المرموقة من رابطة "آيفي ليغ". وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي: "سنسحب صفة الإعفاء الضريبي من هارفارد. هذا ما تستحقه".

ما معنى الإعفاء الضريبي؟ ولماذا يُعتبر مهمًا؟

تُمنح صفة الإعفاء الضريبي للمؤسسات غير الربحية، مثل الجامعات، ما يسمح لها بالإعفاء من دفع ضرائب الدخل الفيدرالية، كما يتيح للمتبرعين لتلك المؤسسات خصم التبرعات من ضرائبهم الشخصية. ويُعد هذا النظام ركيزة أساسية في تمويل الجامعات الأمريكية الكبرى، حيث يسهم في تعزيز مواردها المالية الضخمة من خلال الهبات والتبرعات، وهو ما يمنحها مرونة واستقلالية كبيرة.

قرار ترامب يأتي ضمن حملة أشمل تستهدف النخبة الأكاديمية، ويستند في تبريره إلى أن صفة الإعفاء الضريبي "مرتبطة بالكامل بالعمل للصالح العام"، كما قال في تصريحات سابقة. ويشير إلى أن الجامعات لم تعد تخدم المصلحة العامة حسب تقييمه، بل أصبحت مراكز نفوذ نخبوية تتبنى سياسات وتوجهات لا تتماشى مع رؤية إدارته.

خلفية التوتر: احتجاجات مؤيدة لفلسطين، ومراقبة للمناهج، وتدخلات في التوظيف

يتزامن هذا الإعلان مع تصاعد التوترات بين إدارة ترامب والجامعات النخبوية الأمريكية، بسبب قضايا متعددة، منها سياسة القبول، ومعايير التوظيف، والإشراف على المناهج الدراسية، إضافة إلى موقف الجامعات من الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين. وقد شكلت هذه الملفات نقاط صدام متكررة، إذ تتهم الإدارة بعض الجامعات بتشجيع ما تصفه بـ"الخطاب المتطرف"، والتقاعس عن كبح "معاداة السامية"، في إشارة إلى مظاهرات طلابية تنتقد إسرائيل وتدعم القضية الفلسطينية.

ويُنظر إلى جامعة هارفارد بشكل خاص كرمز للمؤسسة الأكاديمية الليبرالية في الولايات المتحدة، وهي بالتالي هدف متكرر لانتقادات ترامب وحلفائه الذين يرون فيها تجسيدًا لـ"النخبوية المعادية للتيار المحافظ".

تخفيضات وتمويلات مجمدة: الضغط المالي كوسيلة للردع

لم يكتف ترامب بالتلويح، بل اتخذ إجراءات فعلية ضد هارفارد، إذ قطعت إدارته بالفعل أكثر من ملياري دولار من المنح الفيدرالية المخصصة للجامعة. كما جُمّدت التمويلات الفيدرالية الموجهة إلى جامعة كولومبيا، واتُّخذت خطوات مماثلة ضد مؤسسات أكاديمية أخرى تعتبرها الإدارة متورطة في تجاوزات أو منحازة أيديولوجيًا.

وتسعى إدارة ترامب إلى استخدام النفوذ المالي للضغط على الجامعات ودفعها إلى تعديل سياساتها، خاصةً فيما يتعلق بحرية التعبير داخل الحرم الجامعي، و"التحيز السياسي" كما تصفه الإدارة.

معركة قضائية تلوح في الأفق: هارفارد تقاضي الحكومة

في مواجهة هذه الإجراءات، لجأت جامعة هارفارد إلى القضاء، حيث رفعت الأسبوع الماضي دعوى ضد إدارة ترامب بسبب قرار خفض التمويل. وتعتبر الجامعة أن هذا القرار تعسفي وذو دوافع سياسية، ويهدد استقلال المؤسسات التعليمية. ومن المتوقع أن تتطور هذه المواجهة إلى نزاع قضائي كبير قد يؤثر في علاقة الدولة الفيدرالية بالجامعات لعقود قادمة.

يُشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها الجامعات الأمريكية صدامًا مع الإدارة التنفيذية، لكنها واحدة من أكثر المواجهات حدة واتساعًا، خاصةً في ظل تزايد الاحتجاجات الطلابية ذات الطابع السياسي، والتي باتت تعيد إلى الواجهة قضايا حرية التعبير، والرقابة، والتمويل، ومكانة الجامعات كمؤسسات مستقلة في المجتمع الأمريكي.

التعليقات (0)