-
℃ 11 تركيا
-
23 سبتمبر 2025
ترامب: أنهيت سبع حروب استمرت لعقود بلا مقابل من الأمم المتحدة
الهجرة غير الشرعية: "الخطر الأكبر على الدول"
ترامب: أنهيت سبع حروب استمرت لعقود بلا مقابل من الأمم المتحدة
-
23 سبتمبر 2025, 2:31:29 م
-
420
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ترامب
محمد خميس
في خطاب مثير للجدل تناول فيه الشأن الداخلي والخارجي، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة دخلت خلال السنوات الست الماضية ما وصفه بـ"عصر الأزمات الكبرى"، لكنه شدد في المقابل على أن إدارته استطاعت إعادة بناء ما اعتبره "أقوى اقتصاد وأقوى جيش وأقوى حدود في العالم". تصريحات ترمب، التي جاءت مترافقة مع استعراض إنجازاته الاقتصادية والسياسية، أثارت اهتمامًا واسعًا على المستويين المحلي والدولي، خصوصًا في ظل الحديث عن احتمال عودته إلى البيت الأبيض في الانتخابات المقبلة.
الاقتصاد الأميركي بين التراجع والانتعاش
أكد ترمب أن إدارته السابقة ورثت ما وصفه بـ"كارثة اقتصادية" تمثلت في ارتفاع الأسعار وتباطؤ النمو، لكنه أشار إلى أن سياساته سرعان ما قلبت المعادلة. ولفت إلى أن سوق الأسهم الأميركية يعيش "أفضل حالاته"، وأن الصناعة الوطنية استعادت بريقها عبر خطط دعم الاستثمار المحلي.
وأوضح أن الولايات المتحدة حققت استثمارات بلغت قيمتها 17 تريليون دولار منذ تسلمه السلطة، معتبرًا ذلك "إنجازًا غير مسبوق" يرسخ مكانة واشنطن باعتبارها القوة الاقتصادية الأولى عالميًا.
الهجرة غير الشرعية: "الخطر الأكبر على الدول"
خصص ترمب جزءًا كبيرًا من خطابه لملف الهجرة، حيث أكد أن الأشهر الماضية لم تشهد دخول أي مهاجر غير شرعي إلى الولايات المتحدة، وهو ما وصفه بـ"الإنجاز الأمني الكبير".
وأضاف: "كل من يدخل الولايات المتحدة بشكل غير مشروع سيتم إبعاده فورًا، وربما سيحدث له ما هو أسوأ". وحذّر من أن الهجرة غير المشروعة "تدمر الدول وتقوض استقرارها"، داعيًا إلى مواجهتها عبر بناء حدود قوية وتشديد القوانين.
السياسة الخارجية: إنهاء الحروب وبناء التحالفات
تفاخر ترمب بأنه تمكن خلال ولايته الأولى من إنهاء سبع حروب، بعضها استمر نحو 30 عامًا، مشددًا على أنه "لا يوجد رئيس عالمي تمكن من تحقيق ما أنجزه في هذا المجال".
كما أشار إلى أن إدارته نجحت في التفاوض على صفقات تجارية ضخمة مع العديد من دول العالم، الأمر الذي ساهم في تنشيط الاقتصاد الأميركي وتوسيع نفوذ واشنطن.
وفيما يخص حلف شمال الأطلسي (الناتو)، قال ترمب إن "كل أعضاء الحلف تقريبًا التزموا رسميًا بزيادة إنفاقهم العسكري إلى 5% من الناتج القومي الإجمالي"، واعتبر ذلك أحد أبرز إنجازاته في تعزيز قدرات الحلف الدفاعية.
انتقاد الأمم المتحدة: "إمكانات هائلة بلا فاعلية"
لم يخلُ خطاب ترمب من الهجوم على الأمم المتحدة، حيث أكد أن المنظمة الدولية لم تقدم شيئًا للولايات المتحدة، لا في مجال السلم العالمي ولا في جهود وقف الحروب.
وقال: "الأمم المتحدة تمتلك إمكانات هائلة، لكنها ليست قريبة من تحقيقها"، معتبرًا أن واشنطن لم تستفد من المنظمة رغم مساهمتها الكبيرة في تمويلها. وأضاف أن ما يهمه "إنقاذ الأرواح وليس الحصول على الجوائز"، في إشارة إلى استياءه من التركيز على الاعتبارات الشكلية بدلاً من النتائج العملية.
الأمن القومي: الجيش والحدود
أكد ترمب أن الولايات المتحدة اليوم تتمتع بأقوى جيش وأقوى حدود، معتبرًا أن هذه الركائز الثلاث: الاقتصاد القوي، الجيش القوي، الحدود القوية، هي الأساس في ضمان أمن واستقرار البلاد.
وأشار إلى أن هذه القوة لا تقتصر على الداخل الأميركي فقط، بل تمتد إلى مكانة واشنطن في الساحة الدولية، حيث يرى أن بلاده استعادت ريادتها العالمية بعد فترة من "الضعف والتراجع" في الإدارات السابقة.
قراءة تحليلية لتصريحات ترمب
تصريحات ترمب الأخيرة تحمل عدة رسائل سياسية:
رسالة داخلية تستهدف الناخب الأميركي، خصوصًا في ظل تزايد المخاوف من التضخم والهجرة.
رسالة خارجية تعكس توجهًا واضحًا نحو استعراض القوة الأميركية والضغط على الحلفاء والخصوم في آن واحد.
رسالة انتخابية تهدف إلى تذكير الجمهور بإنجازاته السابقة والتأكيد على قدرته على قيادة الولايات المتحدة في مواجهة التحديات الراهنة.
ويرى محللون أن الخطاب يعكس استراتيجية ترمب المعتادة القائمة على الجمع بين الشعبوية الاقتصادية والخطاب الأمني الصارم، مع التركيز على مهاجمة المؤسسات الدولية مثل الأمم المتحدة لتعزيز صورة "الرئيس المستقل الذي لا يخضع للبيروقراطية العالمية".
يبقى خطاب ترمب الأخير جزءًا من معركة سياسية أكبر تدور رحاها داخل الولايات المتحدة، بين من يرون فيه زعيمًا قادرًا على استعادة القوة الأميركية، وبين من يعتبرونه شخصية مثيرة للانقسام.
لكن المؤكد أن تصريحاته حول الاقتصاد والهجرة والحروب السابقة، إلى جانب انتقاداته الحادة للأمم المتحدة، ستظل مثار جدل واسع في الأوساط السياسية والإعلامية، سواء في الداخل الأميركي أو خارجه.










