-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
تذبذب أسعار النفط وأسواق المال الخليجية في 2025: بين التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية
د. محمد جمال الشعيبي في حديث خاص لموقع "180 تحقيقات"
تذبذب أسعار النفط وأسواق المال الخليجية في 2025: بين التوترات الجيوسياسية والتقلبات الاقتصادية
-
4 يونيو 2025, 8:08:03 م
-
427
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
خاص موقع 180 تحقيقات
مع بداية عام 2025، شهد العالم سلسلة من الأحداث والمتغيرات المتسارعة، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.
وقال د.محمد جمال الشعيبي أستاذ الاقتصاد السياسي بجامعة عدن في حديث خاص لموقع 180تحقيقات إن التغيرات تركت بصمتها بشكل واضح على أسعار النفط الخام وأسواق المال الخليجية، مما أثار حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي وانعكاسات مباشرة على الاستثمار والتنمية في المنطقة.
انخفاض أسعار النفط في أبريل: نتيجة صراع اقتصادي بين واشنطن وبكين
في مطلع أبريل، سجلت أسعار النفط الخام تراجعًا ملحوظًا، وصلت فيه إلى أدنى مستوياتها منذ قرابة ثلاث سنوات. حيث أظهرت الإحصائيات حينها أن العقود الآجلة للنفط تكبدت خسائر أسبوعية تُقدّر بحوالي 10%.
هذا الانخفاض لم يكن بمعزل عن الصراعات العالمية، بل جاء نتيجة مباشرة لتصعيد تجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، تمثل في تبادل فرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع المتبادلة بين البلدين، ما أدى إلى تراجع الثقة في الاستقرار الاقتصادي العالمي وأثر بالتبعية على أسعار النفط.
منتصف مايو: صعود أسعار النفط تحت ضغط التوترات الإيرانية – الإسرائيلية
لكن الصورة لم تبقَ على حالها طويلًا. ففي منتصف مايو، بدأت أسعار النفط في الصعود مجددًا، مدفوعةً بتصاعد التوترات في الشرق الأوسط، خصوصًا بين إسرائيل وإيران.
التهديد الإسرائيلي بضرب منشآت نووية إيرانية، إلى جانب مخاوف من رد إيراني قد يهدد بإغلاق مضيق هرمز الحيوي، زادا من قلق الأسواق العالمية. وكنتيجة لذلك، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 0.75 دولار، أي بنسبة 1.18% لتسجل 66.15 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 1.31% ليصل إلى 62.84 دولارًا.
الجغرافيا السياسية: المحرك الخفي لأسعار النفط
التقلبات التي شهدتها أسعار النفط خلال العام الجاري ليست سوى انعكاس واضح للتغيرات الجيوسياسية التي تعصف بالمنطقة والعالم. إذ تُعد منطقة الشرق الأوسط من أهم المصادر الحيوية لإمدادات النفط العالمية، وبالتالي فإن أي اضطراب سياسي أو أمني فيها يؤدي إلى تقلبات فورية في أسعار الخام.
وفي ظل هذا الواقع، تبدو الأسواق العالمية حساسة بشكل كبير لأي تطور عسكري أو دبلوماسي في الإقليم.
تقلبات أسعار الصرف والدولار: العامل المكمل لتذبذب السوق
من جهة أخرى، لم تكن أسعار النفط وحدها عرضة للتقلبات، بل شهدت أسعار الصرف – وتحديدًا الدولار الأمريكي – تذبذبًا ملحوظًا بالتوازي مع الأحداث السياسية والاقتصادية العالمية.
ومع ربط أسعار النفط عالميًا بالدولار، فإن أي تغير في قيمة العملة الأمريكية ينعكس فورًا على تكلفة النفط وتداوله، مما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي في المنطقة.
أسواق المال الخليجية: بين الضغط والتعافي
أسواق المال في دول الخليج، والتي تُعتبر من البورصات المحورية في الشرق الأوسط، تأثرت بشكل مباشر بتقلبات أسعار النفط وسعر الصرف.
فمنذ مطلع 2025، شهدت البورصات الخليجية تغيرات ملموسة على الصعيدين المحلي والدولي. وبما أن أسعار النفط تشكل دعامة رئيسية للاقتصاد الخليجي، فإن أي تحسن فيها ينعكس إيجابيًا على مؤشرات السوق، ويساهم في دعم الميزانيات العامة للدول وزيادة الإنفاق الحكومي، خاصة على مشاريع البنية التحتية والتنمية.
وعلى الجانب الآخر، فإن تراجع الأسعار يؤدي إلى تقليص النمو الاقتصادي، وهو ما دفع العديد من دول الخليج، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، إلى تسريع خطواتها نحو تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على العائدات النفطية.
توازن هش وسيناريوهات مفتوحة
ويؤكد د. محمد جمال الشعيبي، أن العام 2025 يحمل في طياته الكثير من التحديات والفرص لدول الخليج. فبينما تبقى أسعار النفط مرآةً للتطورات الجيوسياسية، فإن إدارة المخاطر الاقتصادية وتبني سياسات تنويع الدخل تُمثلان السبيل نحو الاستقرار والنمو المستدام.









