-
℃ 11 تركيا
-
14 أغسطس 2025
تدمير أكثر من 80% من مستشفى الشفاء في غزة وتحذيرات من انهيار المنظومة الصحية بسبب نقص الإمدادات
نقص المستلزمات الطبية.. خطر يهدد الأرواح
تدمير أكثر من 80% من مستشفى الشفاء في غزة وتحذيرات من انهيار المنظومة الصحية بسبب نقص الإمدادات
-
14 أغسطس 2025, 1:47:03 م
-
418
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
كشف المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى في تصريحات لقناة الجزيرة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت أكثر من 80% من البنية التحتية لمستشفى الشفاء، أكبر وأهم المستشفيات في قطاع غزة. وحذر من أن الأوضاع الصحية مرشحة لمزيد من التدهور بسبب النقص الحاد في المستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.
أكبر منشأة طبية في غزة على وشك الانهيار
يعد مستشفى الشفاء، الواقع في مدينة غزة، العمود الفقري للمنظومة الصحية في القطاع، حيث يقدم الخدمات الطبية لعشرات الآلاف من المرضى والمصابين سنويًا، ويضم أقسامًا حيوية مثل الطوارئ والعناية المركزة ووحدات غسيل الكلى وحضانات الأطفال.
وبحسب تصريحات المتحدث، فإن الدمار طال معظم هذه الأقسام، مما جعل القدرة الاستيعابية للمستشفى تتراجع بشكل كبير، وأدى إلى توقف العديد من الخدمات الأساسية.
الدمار يفاقم معاناة المرضى
الاعتداءات الإسرائيلية على المستشفى لم تقتصر على المباني فقط، بل شملت أيضًا الأجهزة الطبية والأدوية والمخازن، وهو ما تسبب في فقدان معدات حيوية مثل أجهزة التنفس الصناعي وأجهزة الأشعة.
هذا التدمير جعل الأطباء عاجزين عن تقديم الرعاية المناسبة للمرضى، خاصة الحالات الحرجة، فيما يجري نقل بعضهم إلى مستشفيات أخرى مثقلة أصلًا بالمرضى والمصابين.
نقص المستلزمات الطبية.. خطر يهدد الأرواح
أكد المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى أن القطاع الصحي يواجه أزمة غير مسبوقة في توفر الأدوية والمستلزمات الجراحية، إضافة إلى النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية التي تعتمد عليها المستشفيات في ظل انقطاع الكهرباء المتكرر.
وأشار إلى أن بعض الأقسام الطبية تعمل حاليًا بقدرة أقل من 30%، وأن استمرار الوضع الحالي قد يؤدي إلى توقف العمل كليًا في غضون أيام.
الوقود.. شريان الحياة للمستشفيات
في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، أصبح إدخال الوقود للمستشفيات أمرًا بالغ الصعوبة. وبحسب وزارة الصحة، فإن مخزون الوقود المتبقي يكفي لتشغيل المستشفيات لبضعة أيام فقط، ما يعني أن وحدات العناية المركزة وأجهزة دعم الحياة مهددة بالتوقف.
ويحذر الأطباء من أن انقطاع الكهرباء عن الأجهزة الطبية الحساسة سيؤدي إلى وفاة المرضى الذين يعتمدون عليها بشكل مباشر.
الوضع الصحي في غزة قبل الأزمة الحالية
حتى قبل التصعيد الأخير، كان القطاع الصحي في غزة يعاني من ضعف البنية التحتية ونقص الكوادر الطبية نتيجة الحصار المستمر منذ أكثر من 16 عامًا. لكن الحرب الأخيرة ضاعفت هذه المعاناة، حيث دُمرت مستشفيات ومراكز طبية بالكامل أو لحقت بها أضرار جسيمة، فيما ارتفع عدد المصابين بشكل يفوق قدرة المنظومة الصحية على الاستيعاب.
استهداف المنشآت الطبية.. انتهاك للقانون الدولي
يؤكد خبراء القانون الدولي أن استهداف المستشفيات يُعد انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف التي تحمي المنشآت الطبية والعاملين فيها أثناء النزاعات المسلحة. كما أن تدمير مستشفى الشفاء، الذي يخدم ملايين الفلسطينيين، يرقى إلى جريمة حرب تستوجب المساءلة الدولية.
وطالبت منظمات حقوق الإنسان بفتح تحقيق دولي مستقل لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات.
أصوات من الداخل
في شهادة مؤثرة، قالت الممرضة سلوى (35 عامًا): "كنا نعمل على إنقاذ طفل في العناية المركزة عندما انقطع التيار الكهربائي فجأة، واضطررنا لتشغيل أجهزة الإنعاش يدويًا، بينما القصف يتواصل بالخارج".
أما الطبيب محمود، وهو جراح عام، فأكد أن تدمير غرف العمليات أجبره على إجراء عمليات طارئة في الممرات أو في أماكن غير مجهزة، مما يزيد من خطر المضاعفات والوفيات.
المجتمع الدولي مطالب بالتدخل
دعت وزارة الصحة الفلسطينية والمنظمات الطبية العالمية إلى تحرك عاجل من المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف استهداف المرافق الصحية والسماح بدخول الإمدادات الطبية والوقود فورًا.
كما ناشدت الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية إرسال فرق طبية ومساعدات عاجلة لدعم المستشفيات في مواجهة الانهيار الوشيك.
التداعيات على المدى الطويل
يرى محللون أن تدمير البنية التحتية الطبية في غزة لن يؤثر فقط على الوضع الحالي، بل سيترك آثارًا كارثية على المدى البعيد، حيث سيتطلب إعادة بناء المستشفيات وتجهيزها سنوات طويلة، في وقت يواجه فيه القطاع أزمات اقتصادية واجتماعية خانقة.
كما أن فقدان الكوادر الطبية المؤهلة بسبب الهجرة أو الاستشهاد سيزيد من صعوبة إعادة تأهيل المنظومة الصحية.
تصريحات المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى تكشف عن حجم الكارثة التي يواجهها القطاع الصحي في غزة، مع تدمير أكثر من 80% من مستشفى الشفاء، والنقص الحاد في المستلزمات الطبية والوقود. وفي ظل استمرار الحصار والتصعيد العسكري، فإن خطر الانهيار الكامل للنظام الصحي يقترب بسرعة، ما يستدعي تحركًا دوليًا فوريًا لإنقاذ الأرواح ووقف الانتهاكات بحق المدنيين والبنية التحتية الطبية.










