دلالات عسكرية وأمنية حساسة

تحليل عسكري استراتيجي: الشرق الأوسط على حافة الانفجار.. هل نحن أمام "باي أوف بيغز" جديدة؟

profile
  • clock 20 يونيو 2025, 6:38:53 ص
  • eye 414
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
ضربات إيران ضد تل أبيب

✍️ اعداد :  رامي أبو زبيدة

في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وسط حرب مفتوحة ومستمرة بين إيران و"إسرائيل"، بات المشهد الإقليمي قاب قوسين أو أدنى من انفجار استراتيجي شامل قد يغيّر معادلات الردع الإقليمي والدولي لعقود قادمة. ما يجري على الأرض يتجاوز بكثير التصريحات الدبلوماسية أو التغريدات السياسية؛ نحن أمام تحشيد عسكري معقد، واستعدادات استخبارية ولوجستية غير مسبوقة، وتحولات ميدانية قد تكون مقدمة لضربة استراتيجية كبرى.

🛑 معطيات تشير إلى عملية خداع استراتيجي واسعة

رغم إعلان ترامب عن "تأجيل الضربة" لمدة أسبوعين، تشير التحركات الأمريكية إلى خطة خداع استراتيجية كبرى تشبه تكتيك المفاجأة الذي استخدمته "إسرائيل" في بداية الحرب. إخلاء قاعدة "العديد" في قطر من المقاتلات، وإجلاء عائلات الدبلوماسيين من تل أبيب، وتحريك الأساطيل الأمريكية في المتوسط والخليج، كلها تدل على استعداد لهجوم عسكري واسع، وليس على نية التهدئة.

أمريكا في مواجهة معضلة فوردو: الأهداف الصلبة والتحصينات المعقدة

منشأة "فوردو" النووية الإيرانية تمثل نقطة ارتكاز نووية محرجة للقرار الأمريكي – الإسرائيلي. تقع على عمق 100 متر تحت الأرض، في قلب سلسلة جبال زاغروس، ومحاطة بتحصينات طبيعية وهندسية معقدة. أقوى قنبلة خارقة للتحصينات لدى الولايات المتحدة (GBU-57 MOP) تخترق 60 مترًا فقط، ما يجعل نجاح الضربة التقليدية محل شك، ويفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تصعيدًا:

📍الخيارات المتاحة أمام واشنطن وتل أبيب:

1. ضربة مزدوجة دقيقة متتالية لنفس الهدف: خيار نظري صعب التنفيذ ميدانيًا وفيزيائيًا، ويتطلب تنسيقًا خارقًا.


2. ضربة نووية تكتيكية على المنشأة: أكثر السيناريوهات خطورة، لكنه أحد الخيارات المطروحة خلف الكواليس، لما يحمله من قدرة على تدمير المنشأة تمامًا. غير أن هذا الخيار يفتح الباب أمام ردود إيرانية كارثية: إغلاق مضيق هرمز، ضرب القواعد الأمريكية، وتعريض الاقتصاد العالمي لانهيار فوري.


3. تدخل بري عبر قوات خاصة: عبر عملية نوعية تشبه "خليج الخنازير"، يتم إنزال قوات نخبة لتفجير المنشأة من الداخل. لكنه خيار محفوف بالمخاطر وقد يتحول إلى معركة برية مفتوحة على الأرض الإيرانية.

 

💣 في الميدان: إيران تغيّر قواعد الاشتباك

إيران نفذت خلال الساعات الماضية واحدة من أعقد هجماتها الصاروخية، مستخدمة:

صواريخ فرط صوتية خارقة لمنظومات الدفاع الجوي.

صواريخ برؤوس عنقودية تنتج شظايا مكثفة تسبب دمارًا واسع النطاق.

هجمات مزدوجة لإرهاق الدفاعات الجوية ثم ضرب الأهداف الحساسة.


نتيجة هذه الهجمات:

تدمير مبنى البورصة في تل أبيب.

إصابات مباشرة في مباني حكومية، استخباراتية، ومواقع عسكرية.

استهداف محيط مستشفى سوروكا.

انخفاض قدرة الاعتراض لمنظومة "القبة الحديدية" إلى 65%.


⚠️ دلالات عسكرية وأمنية حساسة:

انخفاض نسبة الاعتراض الجوي مؤشر خطير على اهتراء المنظومات الدفاعية الإسرائيلية.

انتقال إيران لاستخدام الرؤوس العنقودية يوحي بتصعيد تقني وميداني مقصود.

استخدام كثيف للصواريخ القديمة لإغراق منظومات الدفاع، يواكبه إطلاق نوعيات متطورة في موجات لاحقة، ما يعكس تكتيكًا عسكريًا مركبًا ومدروسًا.


🟠 ترامب في مفترق طرق استراتيجي:

أمام الرئيس الأمريكي اليوم معضلة كبرى:

إن تراجع عن التصعيد، خسر الردع الأمريكي ومصداقيته الدولية، وأعطى إيران فرصة تاريخية لإعلان نفسها قوة نووية.

وإن أقدم على الضربة الكبرى، فإنه يفتح بابًا على حرب شاملة قد تبتلع المنطقة بأكملها، وتعرض المصالح الأمريكية في الخليج للخطر الوجودي.


📌 خاتمة: الشرق الأوسط على حافة الانفجار

الأيام المقبلة ستكون حاسمة. الخيارات تضيق، وسيناريو الحرب الشاملة يبدو أكثر ترجيحًا من التهدئة. الجغرافيا، التحصينات، السياسة، والنووي تتقاطع في لحظة حساسة وغير مسبوقة. وإذا لم يتم التوصل إلى صيغة لردع متبادل، فإن الضربة الاستراتيجية الكبرى قادمة لا محالة.

التعليقات (0)