ولادة بين القصف

تحت الرماد.. أطفال غزة يصرخون بالحياة من بين الجحيم

profile
  • clock 24 مايو 2025, 1:14:31 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في قلب الدمار والدماء، تولد الحياة في غزة، حيث تُنجب الأمهات أطفالهن وسط القصف والحصار، في مشاهد تجسد الصمود الإنساني في وجه الإبادة.

ولادة في الجحيم: بين القصف والمخاض

في مشهد يختزل معاناة الأمهات في غزة، تحكي وجيهة الأبيض، البالغة من العمر 29 عامًا، عن تجربتها أثناء الولادة قائلة: "تجربتي أثناء الولادة كانت كابوسًا بكل معنى الكلمة، أو ما يشبه فيلم رعب". بدأت انقباضات الولادة في المساء، وكانت الشوارع فارغة ومظلمة، ولم يكن هناك صوت يُسمع سوى ضجيج الطائرات والقصف. عندما وصلت سيارة الإسعاف بعد حوالي 40 دقيقة، كانت تعاني بداخلها من الهزات الناتجة عن الطرق المدمرة.

أمهات بلا مسكنات: الألم مضاعف

في ظل نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، تضطر العديد من النساء في غزة إلى الولادة دون مسكنات للألم. تقول كفاية: "كان الأمر صعبًا للغاية، فعدد النساء اللواتي كنّ في حالة وضع كان كبيرًا جدًا. كن يفدن من مختلف مناطق غزة، من الشمال إلى الجنوب ومن كل مكان بينهما". وتضيف: "كان هناك نقص في مسكنات الألم، لذلك اقتصر استخدامها على حالات الألم الذي لا يطاق، ولأولئك الأكثر احتياجًا إليها".

الولادة في المدارس والملاجئ: واقع مرير

مع تدمير المستشفيات واستهدافها، تلجأ النساء الحوامل إلى المدارس والملاجئ للولادة. تقول عُلا أبو عوالي: "طفلي يبلغ من العمر أسبوعين. لقد وُلد خلال الحرب، هنا بهذا المكان في المدرسة". وتضيف: "طفلاي يعانيان من المرض، بطونهما منتفخة ويعانيان من إسهال شديد. وفي كل مرة أرضع طفلي من صدري، يتقيأ. واضطررت إلى أخذ طفلي الآخر إلى المستشفى ثلاث مرات من أجل إعطائه العلاج بالوريد، لكن حالته لم تتحسن".

الخوف من الإجهاض والولادة المبكرة

تعيش النساء الحوامل في غزة تحت ضغط نفسي هائل، مما يزيد من مخاطر الإجهاض والولادة المبكرة. تقول أسماء، وهي حامل وتعيش في خيمة داخل ساحة مستشفى شهداء الأقصى: "تسبب صوت القصف المتواصل بإجهاض حمل العديد من النساء في مستشفى الشفاء، وأنا قلقة للغاية على طفلي ومتخوفة من التعرض للإجهاض".

أرقام مفزعة: ولادات في ظل الحرب

وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، وُلد حوالي 20,000 طفل في غزة خلال 105 أيام من التصعيد العسكري، أي بمعدل طفل كل 10 دقائق. وتصف اليونيسف هذه الولادات بأنها "مولودون في جحيم"، مشيرة إلى أن النظام الصحي في غزة في حالة "انهيار تام"، مع خروج ثلث المستشفيات عن الخدمة.

الحياة تنتصر رغم الألم

رغم القصف والدمار، تواصل نساء غزة إنجاب أطفالهن، في مشهد يعكس إرادة الحياة والصمود في وجه آلة الحرب. تحت الرماد، تولد الحياة، وتبقى غزة رمزًا للثبات والتحدي.

التعليقات (0)