تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: عمرو المصري

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، موجة جديدة من الهجمات الجوية على العاصمة الإيرانية طهران ومحيطها، في إطار ما وصفها المتحدث العسكري بـ"خطة منظمة" تستهدف البنية التحتية العسكرية الإيرانية، بينما أعلنت تل أبيب إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية، وسط تأكيدات بعدم تسرب أي معلومات حساسة.

50 مقاتلة تستهدف طهران

وأكد بيان الجيش الإسرائيلي عبر منصة "إكس"، أن نحو 50 طائرة مقاتلة، مدعومة بتوجيه واستخبارات دقيقة، نفذت سلسلة من الضربات الجوية على "أهداف عسكرية" في العاصمة الإيرانية ومحيطها خلال الساعات الماضية. وأشار المتحدث باسم الجيش إلى أن الهجمات شملت منشأة لصنع أجهزة الطرد المركزي وعدداً من مواقع إنتاج الأسلحة.

وأضاف المتحدث أن إسرائيل تعمل ضد طهران ضمن خطة منهجية بدأت يوم الثلاثاء، حيث استهدفت أكثر من 75 هدفاً عسكرياً في عمق الأراضي الإيرانية، مؤكداً أن تل أبيب "تسيطر على الأجواء الإيرانية، وتستطيع ضرب أي مكان هناك".

إسقاط مسيّرة إسرائيلية

وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي عن سقوط طائرة مسيّرة تابعة لسلاح الجو داخل إيران، لكنه طمأن بأن "لا خطر من تسرب معلومات حساسة"، بحسب ما صرح به متحدث عسكري إسرائيلي.

وخلال التصريحات، أعرب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن استغرابه من تراجع وتيرة الرد الإيراني، قائلاً: "لا نعلم لماذا قلّلت إيران عدد الصواريخ التي تستهدفنا بها"، في إشارة إلى أن الردود الإيرانية لم تكن بالحجم المتوقع بعد سلسلة الضربات المكثفة.

وشدد المتحدث العسكري على أن إسرائيل "لن تسمح لإيران بالحصول على سلاح نووي"، في تكرار لموقف تل أبيب التقليدي الذي يعتبر امتلاك طهران لهذا السلاح تهديداً استراتيجياً مباشراً.

تخفيف في حالة الطوارئ

رغم التصعيد، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تخفيف إجراءات السلامة العامة داخل عدد من المناطق، اعتباراً من الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي. وقررت السلطات تقليص مستوى النشاط من "نشاط أساسي" إلى "نشاط محدود" أو "جزئي" في أجزاء من هضبة الجولان والضفة الغربية، بالإضافة إلى التجمعات القريبة من غزة وفي إيلات جنوب البلاد.

وأشار الجيش إلى أن هذه الإجراءات المؤقتة ستظل سارية حتى الساعة الثامنة من مساء يوم 20 يونيو، ما يعكس تقديراً بأن احتمالات الرد الإيراني الفوري قد تراجعت أو باتت تحت السيطرة.

ويأتي هذا التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق في ظل توتر إقليمي متصاعد وتكهنات حول طبيعة وحجم الرد الإيراني، في وقت تتواصل فيه التحركات الدبلوماسية والعسكرية في المنطقة لتفادي انزلاق الأمور إلى مواجهة شاملة.