تكبير الخط تصغير الخط

في تصريح لافت يعكس تصاعد الانقسامات داخل القيادة السياسية في الكيان الصهيوني، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق نفتالي بينيت إلى إبرام "صفقة شاملة" لإنهاء الأزمة الراهنة، مطالبًا في الوقت ذاته رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالتنحي، محمّلاً إياه مسؤولية الفشل السياسي والعسكري في إدارة العدوان على قطاع غزة.

صفقة شاملة: محاولة للهروب من المأزق

قال بينيت في مقابلة مع وسائل إعلام عبرية إن "الوقت قد حان للتفكير في صفقة شاملة تشمل تبادل أسرى، ووقف إطلاق نار طويل الأمد، وإعادة ترتيب الأولويات الأمنية"، معتبرًا أن استمرار الحرب دون أفق سياسي سيؤدي إلى مزيد من الاستنزاف والخسائر. وأضاف أن "الكيان الصهيوني بحاجة إلى قيادة جديدة قادرة على اتخاذ قرارات شجاعة، لا إلى التمسك بالكراسي على حساب أمن المواطنين".

انتقادات حادة لنتنياهو: فشل ذريع في إدارة العدوان

وجّه بينيت انتقادات لاذعة لنتنياهو، متهمًا إياه بإطالة أمد العدوان على غزة لأغراض سياسية داخلية، وفشل في تحقيق أي من الأهداف المعلنة للعملية العسكرية. وقال: "ما نشهده اليوم هو نتيجة مباشرة لغياب الرؤية السياسية، والتردد في اتخاذ قرارات حاسمة، والتضحية بمصالح الدولة من أجل البقاء في السلطة".

الاحتلال في مأزق داخلي وخارجي

تأتي تصريحات بينيت في وقت يواجه فيه الكيان الصهيوني ضغوطًا متزايدة على الصعيدين الداخلي والدولي. فبينما تتصاعد الاحتجاجات في الشارع الإسرائيلي ضد استمرار الحرب، تتزايد الإدانات الدولية للعدوان الوحشي على غزة، الذي خلّف آلاف الشهداء والجرحى، معظمهم من المدنيين، وسط دمار هائل في البنية التحتية.

انقسام داخل المؤسسة السياسية والعسكرية

تعكس تصريحات بينيت حجم الانقسام داخل المؤسسة السياسية والعسكرية في الكيان الصهيوني، حيث تتباين الآراء حول جدوى استمرار العدوان، في ظل عجز الجيش عن تحقيق "نصر حاسم"، وصمود المقاومة الفلسطينية رغم شراسة الهجوم. ويخشى مراقبون من أن يؤدي هذا الانقسام إلى مزيد من التخبط في صنع القرار، ما قد يفاقم الأزمة ويطيل أمد المعاناة في غزة.