تكبير الخط تصغير الخط

متابعة: محمد خميس

قالت المديرة التنفيذية لبرنامج "الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة، سيندي هينسلي ماكين، في مقابلة تلفزيونية يوم الأحد، إن البرنامج لم يشاهد أي أدلة على قيام حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بسرقة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى قطاع غزة.

تفاصيل المقابلة: احتياجات إنسانية ملحة في غزة

أوضحت ماكين أن الناس يهرعون للشاحنات بحثًا عن المساعدات، مؤكدة أن هذا السلوك لا علاقة له بـ"حماس" أو بالجريمة المنظمة. وأضافت أن نصف مليون شخص داخل غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، مما يجعل ضرورة دخول الغذاء إلى القطاع أمرًا عاجلاً لتجنب كارثة مدمرة.

وشددت على أن البرنامج سيواصل تقديم الطعام والإمدادات اللازمة لمساعدة المخابر الطبية على العمل، لكنها أكدت أن ذلك لا يمكن أن يتم إلا إذا ضغط المجتمع الدولي على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات.

تحديات إدخال المساعدات: النماذج المقترحة ورفض المنظمات الدولية

منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، لم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة، وذلك بسبب الإجراءات التي فرضتها سلطات الاحتلال. وفي الرابع من الشهر الجاري، صوّت "المجلس الأمني المصغر" في حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو على السماح باستئناف توزيع المساعدات وفق نموذج يديره ما يُعرف بـ"غزة الإنسانية"، وهي مؤسسة مدعومة من الولايات المتحدة.

ومع ذلك، تكافح هذه المؤسسة لاستقطاب منظمات إنسانية راسخة أو جهات مانحة رئيسية، إذ تقول الأمم المتحدة والعديد من المنظمات إنها لا تستطيع التعاون مع نموذج ينتهك مبادئها، لا سيما تلك التي تحظر التحقق من هويات المستفيدين من المساعدات، فضلاً عن أن النموذج قد لا يكون كافياً لتلبية احتياجات سكان غزة بالكامل.

خطة توزيع المساعدات ومخاوف من عدم الكفاية

من المقرر أن تبدأ مؤسسة "غزة الإنسانية" غدًا الاثنين عمليات تقديم المساعدات، حيث ستقوم بإنشاء أربع مواقع توزيع آمنة وقابلة للتوسيع. وسيتيح كل موقع إمكانية الوصول إلى الغذاء والمياه والإمدادات الضرورية لنحو 300 ألف شخص في المرحلة الأولية.

ووفقًا للخطة، يمكن توسيع نطاق العملية ليشمل ما يصل إلى مليوني شخص داخل غزة، لكن المقترح لم يقدم تفاصيل واضحة حول كيفية تنفيذ هذه العمليات ميدانيًا، أو مصدر تمويلها الشامل، مما يثير مخاوف كبيرة على الوضع الإنساني في القطاع المحاصر.

واقع غزة: مخاطر مجاعة تهدد ملايين الفلسطينيين

يعيش أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في قطاع غزة الذي تبلغ مساحته 140 ميلاً مربعًا، وسط تهديد حقيقي بخطر المجاعة، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة. وفي ظل استمرار إغلاق المعابر ووقف دخول المساعدات، تتفاقم الأزمة الإنسانية يومًا بعد يوم.

 تبرز تصريحات المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي الحاجة الملحة لضغط دولي فعال على إسرائيل لفتح المعابر، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل مستمر لتفادي كارثة إنسانية في غزة.