تعزيز الضغط الشعبي والدولي لوقف العدوان

انعكاس وقف إطلاق النار بين إيران و"إسرائيل" على الحرب في غزة

profile
  • clock 25 يونيو 2025, 12:40:54 م
  • eye 423
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس 

إن انعكاس وقف إطلاق النار بين إيران و"إسرائيل" على الحرب في غزة يمكن أن يُقرأ من زوايا متعددة، جيوسياسية وميدانية وإنسانية، ومن أبرز التأثيرات المحتملة:

 

1. خفض التصعيد الإقليمي يفتح المجال للتركيز على غزة

بمجرد تراجع التوتر بين إيران و"إسرائيل"، تقلّ احتمالات اندلاع حرب شاملة على أكثر من جبهة (سوريا، لبنان، العراق، الخليج)، ما يمنح الأطراف الدولية والإقليمية هامشًا أكبر للضغط باتجاه التهدئة في غزة. فوقف إطلاق النار بين قوتين إقليميتين يُعيد تركيز الاهتمام على قطاع غزة كأولوية إنسانية ملحّة.

2. تراجع "الذريعة الأمنية" لتصعيد الاحتلال

طوال فترة التصعيد الإيراني، كانت "إسرائيل" تُروّج لوجود خطر إقليمي متزامن، لتبرير استمرار عدوانها على غزة. ومع انتهاء التوتر مع إيران، تُفقد هذه الذريعة قوتها، ويصبح من الصعب تبرير استمرار المجازر والقصف أمام المجتمع الدولي، ما قد يُمهّد لمطالبات جادة بوقف العدوان.

3. إعادة تفعيل الوساطات الدولية والعربية

الدبلوماسية الإقليمية والدولية كانت مشلولة جزئيًا بسبب الانشغال بالصراع الإيراني – الإسرائيلي. أما الآن، فمن المرجّح أن تُفعّل وساطات مثل قطر، ومصر، وتركيا، وحتى الأمم المتحدة، لمحاولة إعادة تثبيت تهدئة في غزة، تشمل وقف القصف، إدخال المساعدات، والتفاوض بشأن تبادل الأسرى.

4. احتمال تنشيط دور "الوكلاء"

رغم التهدئة، قد تلجأ إيران إلى تحريك "وكلائها" في المنطقة (مثل الحوثيين أو الحشد الشعبي) لتنفيذ ضربات محدودة ضد "إسرائيل" بالوكالة، مما قد يُعيد تسخين الأجواء ويؤثر على مسار الحرب في غزة بشكل غير مباشر. لكن هذا السيناريو مرهون بمستوى الالتزام الإيراني بعدم التصعيد.

5. تعزيز الضغط الشعبي والدولي لوقف العدوان

مع تراجع القتال في الجبهات الأخرى، يبقى قطاع غزة الساحة الوحيدة المشتعلة. وهذا قد يُحفّز الرأي العام العالمي والمؤسسات الحقوقية لتكثيف الضغط على "إسرائيل" لوقف الإبادة الجماعية، خاصة في ظل تدهور الوضع الإنساني وغياب أي مبرر عسكري جديد.

وقف إطلاق النار بين إيران و"إسرائيل" يُعد فرصة دبلوماسية مهمّة لإعادة الزخم إلى جهود التهدئة في غزة، وتقييد يد الاحتلال سياسيًا وعسكريًا، لكنه لا يعني بالضرورة نهاية العدوان، ما لم يُترجم إلى اتفاق أوسع يشمل القطاع ويفرض التزامات دولية صارمة.

التعليقات (0)